طائرة من طراز بوينغ 747-8 جامبو

بعد تداول تقارير إعلامية تشير إلى أن قطر قدّمت طائرة “بوينغ” فاخرة لاستخدامها كطائرة رئاسية أميركية، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، للدفاع عن خططه لقبول هذه الطائرة كـ”هدية”، بينما نفت قطر أن تكون الطائرة هدية رسمية أو أن يكون هناك قرار نهائي بشأن استخدامها.

وأفادت شبكة “ABC News”، التي كانت أول من نشر الخبر، أن الطائرة من طراز بوينغ 747-8 جامبو قد تكون أغلى هدية تلقتها الحكومة الأميركية على الإطلاق، ووصفتها بأنها بمثابة “قصر طائر”.

يُذكر أن الدستور الأميركي، بموجب بند المكافآت، يمنع المسؤولين الحكوميين من قبول هدايا من “أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.

وفي منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، دافع ترامب بشدة عن الصفقة، مؤكداً أن الطائرة ستكون “هدية مؤقتة” ستُسلم إلى وزارة الدفاع لتحل محل طائرة رئاسية قديمة يعود عمرها إلى أكثر من أربعين عاماً. ووصف ترامب العملية بأنها “شفافة”، منتقداً الديمقراطيين الذين يفضلون إنفاق الأموال على طائرات رئاسية جديدة.

من جانبه، أوضح علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة قطر بواشنطن، أن فكرة نقل الطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة رئاسية هي “قيد الدراسة” بين وزارتي الدفاع القطرية والأميركية، مشدداً على أنه لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي حتى الآن.

وأكد البيت الأبيض ووزارة العدل أن الصفقة قانونية، حيث لم تُمنح الطائرة مقابل خدمات أو مصالح معينة، مما ينفي شبهة الرشوة، وفقاً لمصادر نقلت عنها “ABC News”. وأشار المسؤولون إلى أن الطائرة ستنتقل أولاً إلى سلاح الجو الأميركي قبل أن تُسلَّم إلى مكتبة ترامب الرئاسية، مما يعني أنها لن تُمنح بشكل مباشر لأي شخص.

وتشير تقارير إلى أن ترامب قد قام بتفقد الطائرة القطرية في شباط الماضي أثناء وجودها في مطار بالم بيتش الدولي.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة بالتزامن مع جولة ترامب في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، والتي تشمل زيارة إلى قطر، بحسب ما نشرته “ABC News” وصحيفة “نيويورك تايمز”.

يُذكر أن ترامب أعرب مراراً عن عدم رضاه عن طائرتي الرئاسة الحاليتين، اللتين خضعتا لتعديلات كبيرة على مدار السنين. وأعلن في وقت سابق من هذا العام أن إدارته تبحث عن “بدائل” بعد تأخر شركة بوينغ في تسليم طائرتين رئاسيتين جديدتين.

وكانت بوينغ قد تعهدت في 2018 بتسليم الطائرتين بحلول نهاية عام 2024، مقابل 3.9 مليار دولار، إلا أن إفلاس أحد المتعهدين وتأثير جائحة كورونا على الإنتاج أدّيا إلى تأخير التسليم حتى عامي 2027 و2028.

ورغم أن الطائرة التي اقترحتها قطر يتجاوز عمرها عشر سنوات، إلا أن قيمة طائرة بوينغ 747-8 الجديدة تصل إلى نحو 400 مليون دولار، وفق تقديرات الخبراء. ومن المتوقع أن تخضع لتعديلات أمنية وتقنية واسعة قبل أن تُستخدم كطائرة رئاسية.

البحث