جاء في الجمهورية:
تتّجه الأنظار إلى الدوحة اليوم لرصد المسار الذي ستتخذه القمة العربية الإسلامية الطارئة التي ستُعقد في العاصمة القطرية، تضامناً معها في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي تعرّضت له. فيما صدرت دعوات كثيرة إلى خروج هذه القمة بقرارات حاسمة للجم إسرائيل، لئلا تتمادى إلى مزيد من الاستباحة للدول العربية والإسلامية. فيما اعتبر بعض الأوساط السياسية، أنّ صدور موقف جدّي عن هذه القمة التي سيشارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فيها، سيكون له المردود الإيجابي على لبنان، الذي يتعرّض لاعتداءات اسرائيلية متواصلة، تجد في العجز العربي بيئة مناسبة لها.
وأكّد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية خلال الاجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة امس «أنّ أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والإسلامي». وشدّدوا على «وحدة الصف في مواجهة الإعتداءات». واعتبروا أنّ «الإعتداء الإسرائيلي على دولة قطر يمثل خرقاً للقانون الدولي وتصعيداً يهدّد الأمن والإستقرار العربي والإقليمي والدولي، وهو مؤشر يستهدف ضرب الأمن العربي والإسلامي المشترك وزعزعة إستقرار المنطقة».
وقد شارك وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في هذا الاجتماع، والتقى على هامشه نظيره الإيراني عباس عراقجي، وعرض معه للوضع في لبنان والمنطقة. وتطرّق رجّي خلال اللقاء إلى «قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية»، فيما جدّد عراقجي موقف بلاده باحترام سيادة لبنان وعدم التدخّل في شؤونه.
مشروع البيان الختامي
ونشرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، ملخّصاً لمشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة اليوم وفيه:
• إدانة قاطعة للهجوم الإسرائيلي «الجبان وغير الشرعي» الذي وقع في 9 سبتمبر 2025 على حي سكني في الدوحة، والذي ضمّ مقاراً سكنية للوفود التفاوضية، بالإضافة إلى مدارس وحضانات وبعثات ديبلوماسية. وقد أدّى الهجوم إلى استشهاد مواطن قطري وسقوط عدد من الضحايا المدنيين.• التأكيد أنّ الهجوم يمثل عدواناً صارخاً على دولة عربية وإسلامية، وانتهاكاً لسيادة دولة قطر، وتهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليميين.
• يُعدّ هذا الهجوم على موقع محايد للوساطة اعتداء على الجهود الدبلوماسية لاستعادة السلام، وتتحمّل إسرائيل كامل تبعاته.
التضامن والدعم لدولة قطر
• تأكيد التضامن المطلق مع دولة قطر، واعتبار الهجوم عليها عدواناً على جميع الدول العربية والإسلامية.
• الوقوف صفاً واحداً إلى جانب قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للردّ على هذا العدوان الغادر.
• الإشادة بالموقف «الحضاري والحكيم» لدولة قطر في تعاملها مع هذا العدوان، والتزامها بأحكام القانون الدولي.
• التأكيد أنّ الممارسات الإسرائيلية العدوانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، تقوّض فرص تحقيق السلام والتعايش في المنطقة.
• إدانة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه المحتلة عام 1967، واعتبار ذلك جريمة ضدّ الإنسانية وتطهيراً عرقياً.
• التحذير من العواقب الكارثية لأي قرار بضمّ أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة، والتأكيد على أنّ ذلك ينسف جهود تحقيق السلام العادل والشامل.
• الترحيب بـ«إعلان نيويورك» الذي اعتمدته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شأن «حل الدولتين» وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
• التأكيد أنّ المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، ودعم الوصاية الهاشمية عليه.
• التأكيد أنّ صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة يشجع إسرائيل على التمادي في عدوانها.
• دعوة المجتمع الدولي للتحرك بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع جدول زمني ملزم لذلك.
• الترحيب بقرار مجلس الأمن الذي أدان الهجوم الإسرائيلي على قطر ودعم دورها الحيوي في جهود الوساطة.
• دعم جهود الدول الوسيطة (قطر، مصر، والولايات المتحدة) من أجل وقف العدوان على قطاع غزة.
• تأكيد ضرورة الوقوف ضدّ مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة».
ردّ عملي
وقالت أوساط سياسية مواكبة لمجريات القمة لـ«الجمهورية»، انّ امامها مسؤولية كبرى تتمثل في اتخاذ موقف موحّد وقوي رداً على الاستهداف الإسرائيلي لقطر. واشارت إلى انّ القمة ستكون أمام تحدّي تجاوز التباينات بين الدول المشاركة فيها، من أجل صوغ ردّ عملي وفعّال على الانتهاك الإسرائيلي لسيادة دولة عربية وخليجية في وضح النهار.
وحذّرت هذه الاوساط، من انّه إذا لم تتخذ القمة قرارات حاسمة للجم العدوانية الإسرائيلية، فإنّ ذلك سيشجع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مزيد من الاستباحة للدول العربية والإسلامية. ونبّهت إلى محاذير الاكتفاء ببيانات الإستنكار والتنديد التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مشيرة إلى انّ العدوان على الدوحة رفع مستوى التحدّي الإسرائيلي إلى الحدود القصوى، وما لم يتمّ التعامل معه بحزم فإنّ الآتي أعظم. واعتبرت الاوساط انّ صدور موقف جدّي عن القمة سيكون له المردود الإيجابي على لبنان، الذي يتعرّض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة، تجد في العجز العربي بيئة مناسبة لها.