أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت، اليوم الاثنين، “عدة صواريخ باليستية غير محددة”، تزامناً مع بدء المناورات العسكرية السنوية المشتركة بين واشنطن وسيول، المعروفة باسم “درع الحرية”.
ووفقاً لهيئة الأركان المشتركة للقوات الكورية الجنوبية، فقد رصدت وحداتها العسكرية، عند الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي (4:50 ت.غ)، إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية من محافظة هوانغهاي باتجاه بحر الغرب، وهو الاسم الذي يُطلق في كوريا على البحر الأصفر، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء هذا الإطلاق بعد ساعات فقط من انطلاق التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأميركية، والتي تعتبرها بيونغ يانغ بمثابة استعداد لعملية غزو محتملة.
وفي وقت سابق، أوضحت هيئة الأركان المشتركة أن مناورات “درع الحرية”، التي انطلقت اليوم الاثنين، ستستمر حتى 20 آذار، وتهدف إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية في مواجهة التهديدات، خاصة تلك التي تمثلها كوريا الشمالية.
من جهتها، نددت بيونغ يانغ بالمناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ووصفتها بـ”الاستفزاز الخطير”، محذرة من أن مجرد “طلقة عرضية واحدة” قد تشعل حرباً. وأشارت وزارة الخارجية الكورية الشمالية إلى أن هذه التدريبات من شأنها تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وربما تؤدي إلى اندلاع صراع مسلح.
المناورات المشتركة لهذا العام، المعروفة باسم “درع الحرية 2025″، تشمل تدريبات حية، وعمليات محاكاة افتراضية، وتدريبات ميدانية، ومن المقرر أن تستمر حتى 21 آذار، بحسب بيان صادر عن الجانب الأميركي. وكما جرت العادة، أثار هذا التعاون العسكري بين واشنطن وسيول اعتراضات من بيونغ يانغ، التي ترى في هذه التدريبات تحضيراً لعملية غزو، وترد عليها بإجراء اختبارات صاروخية.
يُذكر أن الكوريتين لا تزالان في حالة حرب من الناحية الرسمية، إذ انتهى الصراع بينهما (1950-1953) بهدنة بدلاً من معاهدة سلام. كما تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري كبير في كوريا الجنوبية، حيث تنشر عشرات الآلاف من الجنود. وتعد مناورات “درع الحرية” واحدة من أكبر التدريبات العسكرية السنوية التي تجمع الحليفين.