منذ سحب قرعة النسخة الموسّعة الأولى لكأس العالم للأندية، خطفت المجموعة الثانية الأنظار سريعاً، ووصفتها التقارير، ومنها شبكة «The Athletic»، بـ«مجموعة الموت» نظراً لما تضمّه من أندية قوية، أبرزها سياتل ساوندرز الأميركي، الفريق المستضيف وبطل دوري أبطال كونكاكاف 2022، والذي دخل المنافسة وسط ترقّب وتشكيك بقدرته على مجاراة عمالقة اللعبة.
لكن رغم التوقعات، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود لباريس سان جيرمان، بطل أوروبا، في هذه المجموعة الصعبة. فبعد افتتاحه المشوار بفوز كاسح على أتلتيكو مدريد برباعية، تعثّر أمام بوتافوغو البرازيلي بخسارة مفاجئة، قبل أن يستعيد توازنه ويهزم سياتل 2-0 في الجولة الأخيرة، ليحسم صدارة المجموعة بصعوبة، بينما حلّ بوتافوغو ثانياً.
رغم الفوز الأخير، أقرّ المدرب لويس إنريكي بصعوبة المهمة، قائلاً: «سياتل كان نداً قوياً، ضغط بذكاء، وأجبرنا على القتال حتى اللحظة الأخيرة». وفعلاً، لم تكن المباراة سهلة رغم السيطرة والاستحواذ (73.4%)، وهو ما عكس تأقلم الفريق مع حرارة الأجواء الأميركية، والتوجه لأسلوب أكثر هدوءاً بعيداً عن الهجمات المباشرة المكثفة المعهودة.
اعتمد إنريكي على التشكيلة الأساسية ذاتها تقريباً في كل المباريات، معتمداً على الانسجام والاستقرار، بوجود دوناروما، حكيمي، ماركينيوس، فيتينيا وغيرهم، وهو ما قد يفسر تفوّق الفريق تنظيمياً على منافسيه. هذا النهج، إضافة إلى استعادة الثقة بعد إخفاقات أوروبية سابقة، أظهر باريس بصورة أكثر نضجاً واستعداداً.
عودة منتظرة للنجم عثمان ديمبيلي في الأدوار الإقصائية قد تُحدث الفارق، خصوصاً في مواجهة الفرق الدفاعية، إذ كان من أبرز صانعي الفرص في دوري الأبطال، بمتوسط 2.94 فرصة و3.25 تسديدة في كل مباراة.
رغم صعوبة الطريق وتقلّبات المجموعة، خرج سان جيرمان في الصدارة، وأثبت أنه لم يأتِ إلى البطولة للعرض فقط، بل للمنافسة على اللقب. وكما قال إنريكي بعد اللقاء الأخير: «هذا هو مستوانا الحقيقي… لم نستخفّ بالمنافسة، وكنا على قدر التحدي».
الآن، ومع التأهل إلى ثمن النهائي، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان سان جيرمان سيواصل فرض نفسه كمرشّح قويّ لحصد أول لقب عالمي في تاريخه.