صبغات الشعر

ترافق عبوات صبغات الشعر المنزلية تعليمات تحذّر من إمكانية التسبب بحالات تحسّس لدى بعض المستخدمين. لكن هل يمكن اتخاذ خطوات وقائية للحد من هذه المخاطر؟

في عام 2018، شاركت امرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر تشوهات في وجهها نتيجة استخدام صبغة شعر منزلية، وكادت أن تفقد حياتها لو لم تتلق العلاج المناسب في الوقت المناسب. هذه الحادثة تؤكد أن خطر التحسس من صبغات الشعر يبقى قائمًا.

مكونات مثيرة للجدل

تحتوي صبغات الشعر المنزلية على عدة مواد قد تسبب تحسس فروة الرأس، أبرزها مركب “بارافينيلينديامين” (PPD) الذي يستخدم لتثبيت اللون الداكن. وتشير الدراسات إلى أن 2-3% من السكان يعانون من حساسية تجاه مادة PPD، مع أن نصف هؤلاء يستعملون صبغات الشعر، ما يجعل التحسس أمرًا شائعًا نسبيًا.

كما تحتوي بعض الصبغات على مواد أخرى مثل كبريتات التولوين-2,5-ديامين، والبارا أمينوفينول، والأمونيا، وأصباغ ملونة قد تسبب تحسسًا أيضاً. وبالرغم من أن صبغات الشعر المنزلية أو المستخدمة في الصالونات عادةً ما تكون آمنة من حيث التركيبة، إلا أنها تحتاج إلى التعامل معها بحذر.

أعراض التحسس

تشمل أعراض تحسس صبغة الشعر الحكة، الاحمرار، البثور، والألم في فروة الرأس، وقد تمتد لتصل إلى العنق والوجه. يميز الخبراء بين نوعين من التهيج: التهاب الجلد التحسسي والتهاب الجلد المهيج، اللذين يختلفان في طبيعة ظهور الأعراض. قد تستغرق أعراض التحسس عدة أيام أو حتى أشهر للظهور، بينما تظهر أعراض التهيج فور ملامسة الجلد للمادة.

عند الشعور بوخز أو حكة أو حرقان أثناء استخدام الصبغة، يجب شطفها فورًا بالماء الدافئ واستشارة الصيدلي أو الطبيب، وعدم إعادة استخدام الصبغة قبل الحصول على موافقة طبية. وإذا ظهرت أعراض خطيرة مثل الدوار، صعوبة التنفس، أو تورم في الوجه والعينين، فيجب التوجه للطوارئ فوراً.

يمكن أن تظهر أعراض التحسس أيضًا بعد أيام من التلوين على شكل احمرار، بثور، نزيف، حكة، أو تورم في الوجه والعينين، ما يستدعي مراجعة الطبيب.

كيفية الوقاية

ينصح الخبراء بإجراء اختبار حساسية قبل 48 ساعة من استخدام الصبغة، بوضع كمية صغيرة من المنتج على ثنية الكوع والانتظار 45 دقيقة ثم شطفها. وإذا ظهرت أي علامات تحسس، يُمنع استخدام الصبغة.

للحماية، يمكن تطبيق كريم مرطب على حواف خط الشعر لعزل البشرة ومنع حدوث التهيج. رغم أن التعرض للتحسس لا يعني بالضرورة توقف استخدام الصبغات، إلا أنه يُفضل حينها اختيار صبغات تحتوي على أقل قدر من المواد المسببة للحساسية، مع تجنب مادة PPD قدر الإمكان.

بدائل مثل الصبغات النباتية أو الخالية من المواد الكيميائية الضارة تُعتبر خيارًا مناسبًا لمن يعانون من تحسس.

يذكر الخبراء أن التحسس يختلف من شخص لآخر، ولا توجد صبغة خالية من المخاطر بالكامل، ولكن هناك منتجات تحمل احتمالات أقل للتسبب بالتحسس مقارنة بغيرها.

البحث