جبن

كشف خبراء التغذية أن طريقة تخزين الجبن تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على نكهته الطازجة وجودته الغذائية، إذ إن التخزين الخاطئ قد يؤدي إلى فساد سريع أو تغيّر في الطعم والملمس.

قالت جيل ألين، مديرة قسم التميز في المنتجات بشركة تيلاموك الأمريكية، إن أسوأ خطأ يرتكبه الناس هو خلط أنواع مختلفة من الجبن في عبوة واحدة. وأوضحت أن “وضع الجبن الأزرق مع الشيدر، مثلاً، يسمح بتفاعل الخمائر والعفن بينهما، فيتحول الشيدر إلى بيئة خصبة لنمو عفن الجبن الأزرق”، ما يفسد الطعم ويشوّه النكهة الأصلية.

ونصحت ألين بالاحتفاظ بالجبن في عبواته الأصلية بعد فتحها، مع إغلاق الطرف المفتوح بشريط مطاطي، مؤكدة أن هذا الإجراء البسيط يمنع الجفاف ويحافظ على الرطوبة المطلوبة. كما أشارت إلى إمكانية استخدام ورق الشمع أو أكياس الجبن الخاصة كبدائل مثالية تسمح بتنفس الجبن وتحافظ على توازنه الطبيعي بين الرطوبة والهواء.

التجميد… خيار محدود بشروط

تجميد الجبن ممكن، لكنه ليس دائماً الخيار الأمثل. فالتجميد يوقف عملية “التعتيق” التي تمنح الجبن نكهته المميزة، وقد يؤدي إلى تغيّر في القوام. لهذا السبب، تنصح ألين بعدم تجميد القطع الكبيرة من الجبن، بل تجميد الجبن المبشور فقط لاستخدامه لاحقاً في الطبخ، حيث يذوب بسهولة دون أن يفقد الكثير من طعمه.

أما الأجبان الصلبة مثل الشيدر أو البارميزان، فهي تتحمل التجميد لمدة تصل إلى شهرين دون تأثير كبير على المذاق، بينما تتضرر الأجبان الطرية مثل الفيتا والجبن الكريمي، إذ تتحول إلى قوام سائل أو حبيبي عند الذوبان.

في الحالات التي تتطلب وصفة معينة استخدام الجبن الطري، كصلصة المعكرونة مثلاً، يمكن تجميده لفترة قصيرة فقط بهدف الحفاظ عليه مؤقتاً، مع استخدامه فور إذابته لتجنّب تغيّر الملمس.

هذا التوازن الدقيق بين الحرارة والرطوبة والهواء هو سر بقاء الجبن طازجاً كما خرج من المعمل. فالتخزين الذكي لا يحفظ الجبن فحسب، بل يحفظ تجربة النكهة التي تعبر عن ثقافة كاملة من الحرفية الغذائية.

البحث