يعجّ عالمنا اليوم بالتحديات والضغوط التي قد تفوق قدرتنا على الاستيعاب أحيانًا. هذه المشاعر المكثفة قد تكون مرهقة وتتجلى غالبًا في صورة القلق أو الاكتئاب، وقد تستمر لسنوات لتصبح حالات مزمنة تؤثر سلبًا على العقل والصحة العامة. إن صعوبة تحديد هذه المشاعر الجارفة يثير قلقًا أكبر من الحالة نفسها.
فكيف يمكن للمرء أن يعرف ما إذا كانت هذه المشاعر مجرد أحاسيس عابرة أم أنها تعكس قلقًا أو اكتئابًا يستدعي الدعم أو العلاج من متخصص؟ على الرغم من عدم وجود مؤشر واضح وحيد، إلا أن هناك علامات محددة يمكن أن تساعد في ذلك:
أفكار تعكس كراهية الذات: قد تراودك أفكار مرتبطة بصدمات وتجارب سلبية سابقة، وتميل إلى إلقاء اللوم على نفسك، حتى في الأوقات التي لم تكن فيها مسؤولًا عما حدث.
أفكارك تثير الخوف: تمر أحيانًا بسيل من المشاعر المضطربة، حيث يشعرك التفكير في شيء ما بالدوار والغثيان. هذه المشاعر ترتبط بالقلق والاكتئاب، وتتفاقم لتظهر على شكل نوبات هلع، مما يجعلك حساسًا بشكل كبير.
أفكار سلبية مطلقة: يمكن أن تشعرنا مواقف كثيرة بالسوء تجاه أنفسنا وحياتنا. غالبًا ما تتفاقم هذه الأحاسيس لتصبح أفكارًا متطرفة، وقد ينتهي الأمر بك بتكوين رأي سلبي مطلق عن حياتك، وتتخلى غالبًا عن الرغبة في مواجهة الحياة على المدى البعيد.
فقدان الاهتمام: لا يتعلق القلق دائمًا بالمبالغة في الشعور، بل أحيانًا أيضًا بعدم القدرة على الحفاظ على الدافع والشغف تجاه الأمور التي أحببتها سابقًا. قد تشعر بالإرهاق من كثرة التفكير، وهذا يمنع عقلك من الشعور بأي شيء يطلق تأثيرًا مريحًا، مما يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها.
إن التعامل مع القلق أمر مؤلم، وما يجعله أسوأ هو عدم القدرة على تحديده. هذه المشاعر السلبية التي تعيش بدون تسميات في أجسادنا وعقولنا غالبًا ما تدفعنا إلى حدود الاضطرابات العقلية وعدم الراحة. لذلك، يصبح من الضروري للغاية البحث عن المساعدة الفورية لمحاربتها.