محمد السنوار

بعد إعلان الجيش الإسرائيلي العثور على جثمان محمد السنوار، الشقيق الأصغر لرئيس حركة حماس السابق يحيى السنوار، بدأت تتصاعد التساؤلات حول مستقبل قيادة الحركة في غزة، ومدى تأثير هذه التطورات على فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ورغم أن مقتل محمد السنوار لا يُتوقع أن يُحدث تغييراً جذرياً بمفرده، كما ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية، فإن غيابه قد يعيد رسم خريطة مراكز القوى داخل الحركة، خصوصاً أنه يأتي في لحظة حساسة تجرى فيها مفاوضات بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

ملامح اتفاق معلق على “سلام دائم”
الاتفاق المطروح يشمل هدنة أولية تمتد لـ60 يوماً، تطلق خلالها حماس عدداً من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. كما تنسحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من القطاع، وتُفتح المعابر بشكل أكبر لدخول المساعدات، بينما تبدأ مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار.

لكن العقبة الأساسية تبقى إصرار حماس على ضمانات بشأن السلام الدائم، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.

قيادة جديدة… ونفوذ يتحرك خارج غزة
مقتل محمد السنوار، إلى جانب الغياب المستمر لشقيقه يحيى السنوار، أدى إلى تغيير في ديناميكيات القيادة داخل حماس. فقد تم تعيين عز الدين الحداد، قائد شمال غزة، في دور قيادي جديد. الحداد، أحد القادة القدامى القلائل المتبقين في القطاع، يُعتقد أنه يتحكم بمصير عدد من الرهائن، وهو الآن في موقع يتطلب تنسيقاً مباشراً مع قيادة حماس الخارجية في الدوحة وبيروت وإسطنبول.

تحت قيادة الأخوين السنوار، كانت غزة هي مركز القرار في الحركة. أما الآن، فبات التأثير الأكبر لدى القادة في الخارج، مع عدم تعيين قائد عام جديد، بل إدارة جماعية تضم أربعة شخصيات:

خالد مشعل: الرئيس السابق لحماس.

زاهر جبارين: مسؤول الضفة الغربية والمشرف المالي للحركة.

محمد درويش: من أصل لبناني، ألمح إلى إمكانية قبول التخلي عن السلطة في غزة لصالح حكومة وحدة وطنية.

خليل الحيّة: الغزي الوحيد في المجموعة، يقيم في قطر ويسعى لضمان بقاء حماس في غزة، لكنه يزداد عزلة.

انقسام داخل حماس وتغيرات على الأرض
وفق إيكونوميست، فإن الثلاثة القادة من الخارج أكثر ميلاً للموافقة على اتفاق ينهي فعلياً حكم حماس في غزة، بشرط الحفاظ على نفوذها الرمزي في العالم العربي. وتشير هذه التحولات إلى أن الحركة قد تكون مستعدة للتخلي عن سيطرتها المباشرة على القطاع، بل وحتى لنزع سلاحها ونفي بعض قياداتها.

موقف إسرائيل… بين الضغوط الداخلية والفرص السياسية
في المقابل، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً من حلفائه في اليمين المتطرف، الذين يعارضون أي اتفاق لا يؤدي إلى إعادة احتلال غزة بالكامل. هؤلاء هددوا بإسقاط الحكومة إذا توقفت الحرب دون تحقيق أهدافهم.

لكن على الجانب الآخر، يبرز تيار داخل الحكومة يرى أن الظروف مهيأة للتوصل إلى اتفاق، خاصة مع تراجع تأثير القوى المتطرفة واقتراب إمكانية الدعوة لانتخابات جديدة. ويرى كثيرون في إسرائيل أن نتنياهو قد يفضل خوض الانتخابات بعد تحقيق إنجاز ملموس مثل إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى وقف إطلاق النار.

نهاية محتملة لحقبة… وبداية جديدة؟
في ضوء هذه التغيرات، يبدو أن مقتل محمد السنوار قد يكون أحد العوامل التي تُعجّل بتغيير جذري في مسار حماس ودورها داخل غزة. فبين قيادة متغيرة، وضغوط داخلية وخارجية، ومفاوضات معلقة على تفاصيل مصيرية، تقترب لحظة الحسم في الصراع الذي طال أمده.

البحث