يُعدّ مرض ألزهايمر أكثر أشكال الخرف انتشاراً، إذ يؤثر على أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً حول العالم. وهو اضطراب عصبي تنكّسي يؤدي إلى تراجع تدريجي في القدرات الذهنية، بما يشمل الذاكرة، واللغة، والتفكير، والسلوك، ومهارات حل المشكلات.
غير أن خبراء صحيين يشيرون إلى أن إدراج البروكلي في النظام الغذائي قد يُسهم بشكل ملحوظ في خفض خطر الإصابة بهذا المرض، وفق ما أوردته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. وأوضحوا أن هذه الخضراوات الغنية بالألياف تزخر بالعناصر الغذائية والمركبات الكيميائية التي تساعد في حماية الدماغ من التدهور المعرفي.
وبيّنت إحدى الدراسات أن النساء المتقدمات في السن اللواتي اعتدن تناول البروكلي بانتظام سجّلن نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة. وقالت جاي هي كانغ، من مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد والمشاركة في الدراسة، إن الأداء المعرفي لهؤلاء النساء كان قريباً جداً من أداء نساء أصغر منهن بعام أو عامين.
وينتمي البروكلي إلى فصيلة الخضراوات الصليبية، مثل القرنبيط والملفوف، وهي خضراوات ارتبط استهلاكها بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، إضافة إلى تقليل احتمالات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتتميز هذه الخضراوات باحتوائها على فيتامينات مجموعة «ب» وأصباغ نباتية تُعرف بالكاروتينات، ثبتت فعاليتها في خفض مستويات جزيئات مرتبطة بالخرف. كما أظهرت دراسات أن تناولها يساعد في تقليل مستويات بروتينات «تاو» الضارة، التي تُعد من العلامات البارزة لمرض ألزهايمر.
وأوضحت اختصاصية التغذية إيما فيلو، من مركز سيمز/مان للأورام التكاملية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، أن تناول حصة أو حصتين يومياً من هذه الخضراوات كافٍ للحصول على فوائدها الصحية.
ويحتوي البروكلي أيضاً على الكولين، وهو عنصر غذائي أساسي يوجد في الخضراوات الصليبية ومنتجات الألبان والبيض والأسماك. وقد توصل باحثون من جامعة تافتس إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالكولين قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف. ويوصي خبراء الصحة في الولايات المتحدة الرجال بالحصول على 550 ملليغراماً من الكولين يومياً، والنساء على 425 ملليغراماً، علماً بأن كوباً واحداً من البروكلي يوفر نحو 29.8 ملليغراماً منه.
إلى جانب ذلك، يُعد البروكلي مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الالتهابات المرتبطة بتدهور القدرات المعرفية. ويحتوي الكوب الواحد منه على 81 ملليغراماً من فيتامين «سي» المعزز للمناعة، وهي كمية تقارب ما يوجد في برتقالة متوسطة الحجم، فضلاً عن فيتاميني «أ» و«هـ» المفيدين لصحة العين.
وقالت اختصاصية التغذية المعتمدة ليزا يونغ لموقع «إيتينغ ويل» إن البروكلي غني بمضادات أكسدة قوية ومركبات تحمي خلايا الدماغ من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما من العوامل الرئيسية المرتبطة بالتدهور المعرفي.
وينصح الخبراء بإضافة البروكلي إلى الوجبات اليومية بطرق متنوعة، مثل طهيه مع الدجاج في الفرن، أو إضافته إلى الشوربات، أو خبزه مع جبن الشيدر المبشور للحصول على طبق شهي ومقرمش.