مع استمرار بروز النجم الشاب لامين يامال في صفوف برشلونة، باتت مسألة تمديد عقده مثار اهتمام واسع، خصوصاً في ظل صغر سنه والتطور اللافت في مستواه، ما دفع رئيس النادي، جوان لابورتا، إلى وصف تجديد عقده بـ”الحالة الخاصة والخارجة عن المألوف”.
ويمتد عقد يامال الحالي، الموقع في أكتوبر 2023 بعد بلوغه 16 عاماً، حتى صيف عام 2026، ويتضمن شرطاً جزائياً ضخماً تبلغ قيمته مليار يورو. ورغم التفاهم المسبق على توقيع عقد جديد بمجرد بلوغه سن 18 في يوليو المقبل، فإن تألقه المذهل خلال الموسم الجاري فرض واقعاً جديداً فيما يخص راتبه وشروط العقد المقبلة.
نجم الموسم في برشلونة
كان ليامال دور جوهري في تتويج برشلونة بالثلاثية المحلية هذا الموسم (الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر الإسباني)، بالإضافة إلى وصول الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ولم يكن تألقه محصوراً بالنادي فقط، بل تألق أيضاً بقميص المنتخب الإسباني، حيث شارك في جميع مباريات “يورو 2024” وساهم في التتويج باللقب، وحصد عدة جوائز فردية، من بينها أفضل لاعب شاب، وصاحب أجمل هدف، وأفضل صانع أهداف، إلى جانب اختياره ضمن التشكيلة المثالية للبطولة.
يامال، الذي دخل تاريخ برشلونة كأصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية في أبريل 2023 وهو بعمر 15 عاماً، بات اليوم من أبرز ركائز الفريق، ما يضع النادي أمام تحدٍ كبير للحفاظ عليه ضمن صفوفه لسنوات طويلة.
“معاملة خاصة” من لابورتا
في تصريحات لقناة “TV3” الكتالونية، قال لابورتا: “لامين حالة فريدة، فهو شخص رائع ومحب لبرشلونة، ويستحق معاملة استثنائية تتناسب مع مكانته”. وأضاف: “رغم صغر سنه، فإن ما يقدمه على أرض الملعب يجعله في مصاف اللاعبين الكبار، ويجب أن يعكس راتبه هذه القيمة”. وأكد أن النادي يسعى للوصول إلى اتفاق يضمن مصالح الطرفين، ويضمن بقاء يامال لفترة طويلة.
واقع جديد يفرض نفسه
الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في 2023 لم يعد كافياً، فالموهبة التي يمتلكها يامال، والحديث المتزايد عن كونه مرشحاً لجائزة الكرة الذهبية في المستقبل القريب، جعلت برشلونة يعيد التفكير بشروط العقد الجديد. التقارير تشير إلى أن المفاوضات الحالية تركز على رفع راتبه وتمديد العقد لسنوات إضافية، مع مراعاة مكانته الفنية المتقدمة مقارنةً بعمره.
هذا الواقع يطرح تساؤلات داخل أروقة النادي: هل من المنطقي أن يكون يامال، البالغ من العمر 17 عاماً، الأعلى أجراً في الفريق؟ وإن كان كذلك الآن، فماذا يمكن أن يُقدّم له في المستقبل إذا استمر في هذا المسار التصاعدي؟
الرقم 10 بانتظاره؟
من جانب آخر، انتشرت شائعات تفيد بأن يامال قد يحصل على القميص الأسطوري رقم 10، الذي ارتداه أساطير النادي مثل ميسي ورونالدينيو، ويملكه حالياً أنسو فاتي. ورد لابورتا على ذلك قائلاً: “لامين اختار الرقم 19 في الصيف الماضي، وسنبحث داخلياً كيفية توزيع الأرقام للموسم المقبل”. وأشاد بتواضع يامال، قائلاً: “رغم براعته الفردية، إلا أن أكثر ما يعجبني فيه هو التزامه باللعب الجماعي”.
في الختام
لامين يامال لم يعد مجرد موهبة واعدة، بل أصبح ركيزة أساسية في مشروع برشلونة الجديد. ومع اقتراب موعد توقيع عقده الجديد، يجد النادي نفسه أمام معادلة دقيقة: الحفاظ على جوهر الفريق المستقبلي دون الإخلال بتوازن غرفة الملابس، في وقت يبدو فيه أن اللاعب الشاب مصمم على الاستمرار داخل “البيت الكتالوني”.