ترأس كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، رتبة جناز المسيح في كنيسة المخلص في برج حمود، بمشاركة عدد من الآباء الكهنة وجموع غفيرة من المؤمنين.
بعد الإنجيل، ألقى البطريرك عظة تحدث فيها عن الألم الذي عاناه السيد المسيح، قائلاً: “اليوم نعيش اللحظات الأليمة التي مر بها فادينا يسوع المسيح. في تلك اللحظات، تعرض للاتهام والاهانة والجلد والعذاب، ثم صُلب على صليب العار. صُلب من قبل أولئك الذين لم يقدروا محبته، محبة الذي جاء ليخلص البشرية، والذي شفى المرضى وأعطى البصر للعميان وأقام الموتى. ومع كل ما قدمه من حب ورحمة، ناله الموت على الصليب. كم هو قاسٍ هذا الإنسان الذي ينكر الجميل، يحارب الأبرياء، ويعادي الصالحين، ويسرق أرزاق الضعفاء، ولا يهتم باليوم الأخير. لا تزال الخطيئة تفضل على الصلاح، والقتل على السلام، وقد أذقنا أمتنا وأوطاننا الكثير من الأذى. لكن هل حانت الساعة لتعود الضمائر إلى رشدها؟ هل حان الوقت لكي نراجع أنفسنا، نعتذر عن أخطائنا، ونطلب الغفران؟”
وأضاف: “لقد حان الوقت للرجوع إلى القيم الإنسانية التي منحنا إياها المسيح المصلوب، وللعمل الصالح في ظل تعاليمه. حان الوقت لخدمة وطننا العزيز لبنان الذي يعاني من أوجاع الصليب، كما عانى المسيح. يجب أن نفرج عن آلامه ونحقق له حقوقه، كما فعل اللص الأيمن الذي نال المغفرة وقال له المسيح: ‘اليوم ستكون معي في الفردوس’.”
وفي الختام، ذكر البطريرك كلمات المسيح الأخيرة وهو على الصليب، عندما قال ليوحنا: “أماه، ها هو ابنك؛ وله ها هي أمك”، موضحًا أن بهذه الكلمات أصبحنا جميعًا أبناء مريم، وأصبحنا في رعايتها وحمايتها. ودعا المؤمنين إلى التوجه إليها وطلب المغفرة من ابنها الحبيب، ليحصلوا على الفردوس والحياة الأبدية.
بعد القداس، أقيم الزياح في الباحة الخارجية حيث تم حمل النعش ووضعه في القبر، انتظارًا للقيامة.