البطريرك الراعي

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد من الديمان إلى أن الوطن هو رسالة، وأن اللبناني مكلّف في وطنه، ليس ليعتزل أو يحتمي في خصوصيته، بل ليشارك ويبني مع الآخرين مستقبلاً مشتركاً. وأضاف أن العديد من المسؤولين نسوا أن المسؤولية هي رسالة خدمة وتضحية وليست صفقة.

وتابع قائلاً إن ما يضعف وطننا اليوم ليس الفقر أو الأزمة الاقتصادية فقط، بل فقدان الإحساس بالرسالة. وعندما تفقد السياسة روح الخدمة، تتحول إلى صراع مصالح، وعندما ينكمش المواطن في قلقه وييأس من إمكانية التغيير، تتوقف الرسالة.

ودعا الراعي الجميع إلى استعادة معنى الإرسال الوطني، والخروج من منطق الراحة إلى ميدان المبادرة، واللقاء مع الآخر بدلاً من مواجهته، وخدمة بعضنا البعض بدل استغلاله، والعودة إلى القيم التي بُني عليها لبنان، مثل المحبة والكرامة والعيش المشترك والانفتاح والإبداع.

وشدد على أن لبنان لا يمكن أن يقوم إلا إذا تحمل أبناؤه مسؤولياتهم بروح رسالية، وأن يكونوا رسلًا في السياسة والاقتصاد والتربية والقضاء وكل مجال يخدم الصالح العام. وأن يحمل كل صاحب سلطة مسؤوليته كأمانة لا كامتياز، ويرى كل مواطن وطنه رسالة يجب الحفاظ عليها، لا غنيمة تُقتسم.

البحث