صندوق اقتراع

كتب أنطون الفتى في وكالة أخبار اليوم:
هل تكفي الانتخابات البلدية بعد نحو شهرَيْن، والاستحقاق النيابي بعد أكثر من عام، لإجراء نقلة نوعية في لبنان؟

فبلدنا “لا يعيش” على الاستحقاقات الديموقراطية، رغم أنه يعاني من تُخمة ديموقراطية على مستويات عدة. والأمثلة على ذلك متعدّدة، وهي أن كثيرين ممّن كان الناس يقترعون لهم، ويوصلونهم الى كراسي السلطة تحت عناوين وبرامج معيّنة، استسهلوا الانقلاب على شعاراتهم الانتخابية بعد وقت قليل من انتهاء الموسم الانتخابي.

أمر آخر أيضاً، وهو أن كثيراً من اللبنانيين اعتادوا على الاقتراع من خلال جيوبهم، والأموال الانتخابية متعدّدة الأشكال والأنواع، والتزاماتهم الحزبية، والإيديولوجية، والدينية… أكثر من التفكير بأي شأن آخر، وبما إذا كان هذا الفلان أو ذاك، الشخص المناسب في المكان المناسب.

ترى مصادر مُطَّلِعَة أن “لا مجال لإحداث أي تغيير في لبنان من دون انتخابات، وذلك مهما كانت عليه أحوال هذا النوع من الاستحقاقات في البلد. وبالتالي، لا مجال لأي شيء آخر”.

وتؤكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “الانتخابات البلدية اقتربت، وهي لن تكون مؤثرة في إحداث تغيير على المستوى العام، لا سيّما أن المزاج الشعبي لم يستوعب بعد حجم المتغيّرات التي حدثت في لبنان خلال الأشهر الأخيرة”.

وتختم: “الأمور تحتاج الى وقت أكثر. فالمزاج الشعبي سيكون نضج أكثر بعد عام، عند إتمام الاستحقاق النيابي في 2026. ومن المتوقَّع أن يلمس اللبنانيون خلال عام بالأكثر، الحاجة الى فتح الطريق لإحداث تغيير كبير في البلد، بشكل قد ينعكس على نتائج الانتخابات النيابية القادمة”.

يقول البعض إن اللبنانيين أفضل من شعوب أخرى في الإقليم، رغم كل ما يعانون منه. فالفلسطينيون يشتهون أن تكون لديهم دولة منذ وقت طويل، فيما خسر السوريون دولتهم وبلدهم، وفقدوا كل شيء، ونزحوا الى دول المنطقة والعالم. وأما اللبنانيون، فلا يزال لديهم دولة، وهم يعيشون في بلد، وهذا واضح.

فهل تُعيد الاستحقاقات الديموقراطية المُنتَظَرَة، بين بلدية ونيابية، الحياة الى الدولة؟ ووفق أي مدى زمني؟ وهل نشهد في 2026 “انقلابات” على مبادئ وثوابت بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي؟ أو هل تصحّح الجماهير الأوضاع في تلك الحالة، وتُطالب بجولة إعادة، تُعيد خلط الأوراق من “الصّفر”؟

البحث