أعلنت وزارة الزراعة، في بيان رسمي، عن إطلاق مشروع جديد بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بتمويل يصل إلى 4.5 ملايين دولار أمريكي منحة مقدمة من “الشراكة العالمية لتحسين آفاق النازحين قسرًا والمجتمعات المضيفة (PROSPECTS)” عبر البنك الدولي.
يهدف المشروع إلى خفض تكاليف الإنتاج في سلسلة قيمة الألبان وخلق فرص عمل لصالح المزارعين الأكثر حاجة، حيث سيشمل نحو 3175 مزرعة عاملة في قطاع الألبان وإنتاج الأعلاف في مختلف مناطق لبنان.
ووفقًا للوزارة، سيستفيد من هذا المشروع صغار المزارعين اللبنانيين والنازحين السوريين عبر منح مطابقة ودعم فني يهدف إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الإنتاج وتعزيز ظروف العمل في المزارع، مع توقع أن تمثل النساء ما لا يقل عن 25% من المستفيدين.
يركز المشروع على تطوير هيكلة سلسلة قيمة الألبان من خلال نهج يستند إلى الطلب، وتعزيز الشراكات بين المزارعين اللبنانيين وشركائهم التجاريين، مع تركيز الاستثمارات على البنية التحتية والمعدات الموفرة للطاقة في هذا القطاع الحيوي.
وفي إطار المبادرة، ستعمل الوزارة على تعزيز قدراتها في تقديم الخدمات عبر اعتماد أدوات رقمية مبتكرة، كما سيتم تمويل عيادات بيطرية متنقلة ومختبرات لدعم خدمات الوزارة في مجالي الطب البيطري والثروة الحيوانية.
وأكد وزير الزراعة، الدكتور نزار هاني، أن هذه الشراكة تمثل التزامًا مشتركًا بإحياء القطاع الزراعي كمحرك للصمود والتنمية الشاملة، مشيرًا إلى أن الوزارة تدعم مزارعي الألبان الأكثر ضعفًا، مستثمرة بذلك في الأمن الغذائي والتماسك الاجتماعي وسبل العيش الريفية المستدامة، مضيفًا أن المشروع يشكل خطوة أساسية في استراتيجية تحديث قطاع الثروة الحيوانية وتمكين المجتمعات الزراعية.
من جانبه، أكد المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان كريستوف كاريه، أن الزراعة تمثل مصدرًا رئيسيًا لسبل العيش في المناطق الريفية الأكثر حاجة، وأن دعم خلق فرص العمل في هذا القطاع يساهم في رفع دخل الأسر وتحسين ظروفها المعيشية.
بدورها، قالت ممثلة الفاو في لبنان بالإنابة، فيرونيكا كواترولا، إن الاستثمار في الإنسان وفي سلسلة قيمة الألبان يوفر أكثر من مجرد دعم، إذ يمنح الأمل ويفتح آفاق فرص عمل كريمة، ويساهم في بناء مستقبل يتيح للمزارعين الأكثر هشاشة والأسر النازحة الازدهار من خلال الصمود والنمو المشترك.