اليونيفيل جنوب لبنان

جاء في اللواء:

سمع الرؤساء الثلاثة من رئيس لجنة مراقبة وقف النار المقيم الجنرال مايكل ليني أن اللجنة ستبدأ اجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع، ويبقى المؤشر لانتاجيتها، محصوراً فقط بوقف الاعتداءات الاسرائيلية.

ويوضع هذا التعهد بدءاً من اليوم، مع العلم انه الاول من ايار، عيد العمال العالمي والعمل على مستوى العالم، فضلاً عن التهاء دولة الاحتلال امس، بمتابعة ميدانية لما يجري في جرمانا السورية، والتوتر مع تركيا، اضافة الى السقوط في لهب الحرائق، التي ادت الى بلبلة غير مسبوقة، واقفال المطارات ومحطات القطارات، وجعلت الجمهور الاسرائيلي يفرّ من بعض «عذاب النار» وهو نوع من الغضب الإلهي رداً على احراق غزة ولبنان بالاطفال والنساء والرجال وصولاً الى سوريا ودول اخرى في المنطقة.

وعشية إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية، ينعقد اجتماع المجلس الأعلى الدفاع في اول اجتماع له منذ انتخاب رئيس الجمهورية برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية  والاقتصاد والمال، ودعي الى الإجتماع وزير العمل. كما يشارك فيه قادة الأجهزة الأمنية ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي والأمين العام للمجلس اللواء محمد المصطفى والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد انطوان منصور. وعلمت اللواء ان ملف سلاح حزب الله لاسيما بالنسبة الى تسليمه غير مطروح في الإجتماع، وأن النقاشات تتركز على موضوع الجنوب ومواصلة اسرائيل اعتداءاتها والتحقيقات في مسألة إطلاق الصواريخ مؤخراً من الجنوب.

ولفتت الى ان موضوع الاستحقاق الانتخابي البلدي سيحضر بطبيعة الحال ، مؤكدة ان هذا الإجتماع لن يدخل في ملفات أخرى وبالتالي مضمونه معلوم.

الى ذلك بدت لافتة تأكيدات رئيس الجمهورية بشأن مهمَّات الجيش وتفكيكه الأسلحة ردا على اي ادعاءات بشأن التقصير  في عمله وهو الذي يقوم بواجبه وخسر من عناصره كما انه يواصل عمله ومهامه وفق القوانين.

جولة الخماسية على الرؤساء الثلاثة

وسمع الجنرالان الاميركيَّان وحدة في الموقف، إن كان على مستوى جاسبر جيفرز او الجنرال المقيم مايكل ليني.

وحسب ما توافر لـ«اللواء» فإن اللقاءات أثمرت تفعيل عمل اللجنة عبر تعيين ضابط اميركي جديد هو الجنرال مايكل ليني بدل الرئيس السابق الجنرال جاسبر جيفرز، الذي تم تعيينه كـ «قائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى»، والتي يشمل عملها لبنان. كما اثمرت وعداً من الجنرال ليني بأن تبدأ لجنة الاشراف إجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع في الجنوب.فيما اكد مصدر أمني لبناني ان حزب الله أبلغ الجيش أنه لم يعد لديه مواقع عسكرية بجنوب الليطاني. وأن الجيش اللبناني فكّك ما يفوق 90 في المئة من البنى العسكرية العائدة للحزب في منطقة جنوب نهر الليطاني المحاذية للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ سريان وقف إطلاق النار.

اضاف المصدر: من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها، سنقوم بالاجراءات اللازمة حيالها، حزب الله انسحب وقال افعلوا ما تريدون… لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني.

وذكرت مصادرحكومية واكبت جولة الوفد الاميركي لـ «اللواء»: ان الجنرال جاسبير كان اصلا في موقع مؤقت بلجنة الاشراف الى حين تعيين الجنرال ليني، وأن الاخير سيكون ضابطا مقيما في لبنان وسيعقد اجتماعات دورية للجنة الاشراف لمتابعة الوضع الجنوبي ووقف التوتر، وقال الجنرال ليني ما معناه انه سيتصرف حيال استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وعرقلة انتشار الجيش اللبناني في باقي مناطق الجنوب، ما يدل على جدّية اميركية هذه المرة في تفعيل عمل اللجنة واتخاذ إجراءات عملية، خاصة ان الجانب الاميركي اكد للرؤساء انه سيقوم بما عليه وعلى لبنان مواصلة ما يقوم به من اجراءات ميدانية لبسط سيطرة الجيش والدولة في كل المناطق.

ولكن المصادر الحكومية اوضحت ان لبنان سيترقب اجتماعات لجنة الاشراف وما سيصدر عنها وما ستقوم به من إجراءت. لذلك تبقى العبرة في التنفيذ، فتسلُّم الجنرال ليني هو تبديل تقني ولو انه سيكون متفرغا اكثر من جيفرز، ويبقى المهم التوجهات السياسية الخارجية في معالجة مشكلة الاحتلال الاسرائيلي. 

وقد جال الضابطان الاميركيَّان امس على الرؤساء عون وبري وسلام وقائد الجيش العماد ردودولف هيكل في حضور السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون. وجرى التطرق الى الوضع في الجنوب وعمل لجنة الاشراف، حيث اكد الرئيس عون «ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين».

وقال رئيس الجمهورية ان «الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب، لا سيما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة»، لافتا الى ان «ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية».

واشار عون في حديث لسكاي نيوز، انه متفق مع الرئيس بري بشأن موضوع السلاح، وحزب الله معتبراً ان الاهم «تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وأن الاسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين».

وانتقل الوفد الاميركي الى لقاء ئيس الرئيس بري، الذي تحدث عن «التمادي الإسرائيلي في الإعتداءات والخروقات بشكل يومي في حين أن لبنان إلتزم بكافة ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الإنسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب».

وأكد بري «أن التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقاته إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة إستقراراً وإصلاحاً وسيادة، مطالباً، الولايات المتحدة الأميركية العمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ الإتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701.»

فرد الجنرال ليني مؤكداً أن لجنة الاشراف ستبدأ إجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع.

وزار الوفد الاميركي قائد الجيش العماد رودولف هيكل.ثم زار رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، الذي كرر بدوره «أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، وشدد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق، مؤكداً ضرورة انسحابها الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها. كما طالب بضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين».

وقال الرئيس سلام إن الانسحاب الإسرائيلي هو المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها، إلى جانب الإجراءات التي يقوم بها لبنان لتعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً، وشكر الرئيس سلام للجنرال جيفيرز على الجهود التي بذلها على رأس اللجنة التي طالب بتفعيل عملها أكثر، متمنياً التوفيق للجنرال ليني في مهامه الجديدة.

وأعلنت السفارة الاميركية في بيان ان الجنرال مايكل ليني،انضم إلى اللجنة كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي. 

وقال ليني:أنا ممتنٌّ لفرصة المشاركة في هذه المهمة التي هي على هذا القدر من الأهمية، ومتفائلٌ جدًا بالمستقبل. الجيش اللبناني معروفٌ بكونه قوة فعّالة، وقد أظهرت لقاءاتي مدى التزامه بضمان السلام والاستقرار.

اضاف بيان السفارة: سوف يعمل الجنرال ليني بشكل وثيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل. وإدراكاً لأهمية وقف الأعمال العدائية، سوف يبقى الجنرال جيفرز مهتمًا بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى».

البحث