سمير جعجع

في موقف سياسي لافت، وجّه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انتقادات لاذعة إلى حزب الله، محمّلاً إياه مسؤولية ما وصفه بـ”تدمير الدولة اللبنانية وتعطيل مؤسساتها”، ومعتبراً أن الحزب “أعاد لبنان مئة سنة إلى الوراء”، في إشارة إلى عرقلة بناء الدولة وتعريض البلاد لمخاطر أمنية واقتصادية متكررة.

وفي كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لإذاعة “لبنان الحر” في معراب، قال جعجع إن “لبنان يسير في الاتجاه الصحيح”، لكنه شدد على أن “حزب الله لا يفهم لغة اللبنانيين ويتمسّك بواقع لا يريده 75% من الشعب”، وفق تعبيره.

واعتبر أن الحزب “يتصرّف كأنه الدولة، ويقرر الحرب والسلم بمفرده”، رافضًا ما أسماه “منطق الميليشيات” ومشددًا على أن “الدولة وحدها هي المخوّلة اتخاذ القرارات السيادية”. وقال بسخرية موجّهًا حديثه للإسرائيليين: “لا تتعبوا أنفسكم، فلدينا حزب الله وقد أعادنا قرنًا إلى الوراء”.

وأشار جعجع إلى ما وصفه بـ”مغالطتين” يرتكبهما الحزب: أولاهما دستورية تتعلق بفرض أجندته على الدولة، وثانيتهما استراتيجية في الترويج بأن السلاح يحمي لبنان من إسرائيل، في حين أن هذا السلاح هو ما جلب لها المبررات للتدخل.

كما جدّد انتقاداته لما سمّيت “حرب الإسناد”، معتبرًا أنها ألحقت ضررًا كبيرًا بلبنان دون أن تفيد غزة، داعيًا إلى وقف توظيف لبنان في الصراعات الإقليمية.

وفي الملف السوري، حمّل جعجع الحزب مسؤولية التورّط في الحرب إلى جانب النظام، واصفًا ذلك بأنه خطأ استراتيجي، وامتدح الدور السعودي في تهدئة التوترات الأخيرة مع سوريا.

واختتم جعجع حديثه بدعوة السلطة التنفيذية لاتخاذ قرارات حازمة، قائلاً إن الرهان على الحوار مع حزب الله مضيعة للوقت، مؤكدًا أن الدولة وحدها، لا الأحزاب المسلحة، هي القادرة على حماية اللبنانيين.

البحث