سلام

أطلقت إدارة الإحصاء المركزي، بالشراكة مع منظّمة اليونيسف، نتائج المسح العنقودي  متعدّد المؤشّرات (MICS6) لعام 2023 على المستوى دون الوطني، خلال احتفال رسمي في السراي الحكومي برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور نوّاف سلام

 شارك فيه  وزيرا العمل الدكتور محمد حيدر،  الدولة لشؤون التنمية الادارية فادي مكي، رئيس لجنة الحولر اللبناني الفلسطيني السفير رامز دمشقية، مدير عام ادارة الاحصاء المركزي بالتكليف ماريا نالبنديان، ممثل اليونيسف في لبنان ماركولويجي كوسي، رئيسة معهد باسل فليحان المالي الاقتصادي لميا مبيض وعدد من ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية والمدراء العامين.

 ويأتي هذا الإطلاق تتويجًا لعمل ميداني واسع شمل خمس محافظات لبنانية هي: بيروت، وجبل لبنان، والشمال، وعكار، والبقاع، إضافة إلى مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. أمّا المحافظات اللبنانية التي تعذّر جمع البيانات منها بسبب الأوضاع الأمنية فهي: النبطية، الجنوب، وبعلبك–الهرمل. ويهدف هذا المسح إلى توفير بيانات موثوقة تدعم السياسات الوطنية القائمة على الأدلة.

بداية النشيد الوطني اللبناني ثم قدم الاحتفال الاعلامي ريكاردو الشدياق.

الرئيس سلام

والقى الرئيس سلام كلمة قال فيها: “يشرفني أن أشارككم اليوم إطلاق نتائج “المسح العنقودي المتعدد المؤشرات”MICS6، الذي هو ليس مجرد تقرير أو أرقام، بل خطوة أساسية نحو بناء دولة تستند سياساتها الى الأدلة والمعرفة الدقيقة. فنهوض الدول، لا سيما بعد الازمات، لا يرتكز على الاصلاح فحسب، بل بعلى إعادة الاعتبار للإنسان: الطفل الذي يكبر، المرأة التي تشارك في القيادة، والمجتمع الذي يقوم على سياسات عادلة ومتوازنة. ويأتي هذا المسح ليقدّم صورة عن واقع الطفولة والمرأة في لبنان، بما يبيّنه من إنجازات، وما يكشفه من فجوات لا يمكن تجاهلها.”

وأضاف: “إن الاستثمار في الطفولة وفي المرأة ليس خيارًا ثانويًا، بل هو ركيزة أساسية من ركائز الاستثمار الوطني. فالطفل الذي ينشأ في بيئة آمنة ويتلقّى التعليم والرعاية الصحية المناسبة هو الأساس لبناء مستقبل أفضل للبنان. كما ان لا دولة حديثة وعادلة ان لم تتمتع فيها المرأة بالمساواة التامة وبالمشاركة الفعلية في وضع السياسات العامة. فأي دولة تهمّش نصف طاقاتها البشرية هي دولة تُضعف نفسها بنفسها. لقد كشف المسح فجوات واضحة في التعليم والصحة وتفاوتًا في الوصول إلى الخدمات الأساسية، إضافة إلى انتشار مقلق لزواج القاصرات وعمل الأطفال، واستمرار أنماط من العنف والتمييز ضد النساء. وهذه ليست أرقامًا على ورق، بل مؤشرات إنذار … ودعوات لتحمل المسؤولية.”

واكد سلام ان المسؤولية مشتركة: “على الدولة أن تحمي، وعلى المجتمع أن يراجع ذاته، ولا سيما عاداته الموروثة. وقد أثبتت إدارة الإحصاء المركزي، رغم التحديات، قدرتها على إنتاج بيانات موثوقة ومستقلة بدعم مشكور من اليونيسف. فسيادة الدول لا تُقاس فقط بحماية حدودها، بل بقدرتها على حماية مواطنيها من الفقر والظلم والتهميش.

واجبنا اليوم أن نحوّل النتائج التي اظهرها المسح إلى سياسات ملموسة عبر: تعزيز حماية الطفل على كافة الأراضي اللبنانية؛ تطوير خدمات الصحة والتعليم؛ مكافحة زواج القاصرات وعمل الأطفال؛ إقرار سياسات تُنصف النساء وتضمن مشاركتهن في اتخاذ القرارات العامّة؛ مواجهة جميع أشكال العنف والتمييز بلا تهاون أو استثناء.” 

“أيها الحضور الكريم، هذا المسح ليس نهاية مسار، بل بداية التزام. وأقولها بوضوح: لن يتغيّر مستقبل لبنان ما لم نغيّر حاضر أطفاله ونفتح الطريق أمام نسائه. وأتعهد اليوم بأن نترجم في عمل حكومتنا نتائج هذا المسح إلى سياسات تحمي الطفل، وتنصف المرأة، وتعيد بناء الثقة بين المواطن ودولته. فلنبدأ من الحقيقة التي تكشفها البيانات، ومن الإرادة التي يفرضها ضميرنا الوطني، فنبني معاً دولة انسانية وقوية، دولة قانون وعدالة. شكراً لإدارة الإحصاء المركزي … وشكراً لكم جميعا.”

نالبنديان

في كلمتها، أكّدت مدير عام إدارة الإحصاء المركزي بالتكليف السيدة ماريا نالبنديان أنّ نجاح هذا المسح ما كان ليتحقّق لولا دعم رئاسة مجلس الوزراء وتعاون الوزارات المعنيّة، إضافة إلى الشراكة التقنية واللوجستية التي قدّمتها اليونيسف، والدور الحيوي للسلطات المحلية والقوى الأمنية في تسهيل العمل الميداني. كما أشادت بدور الأسر المشاركة وفِرق جمع البيانات التي عملت باحترافية رغم التحديات، وبجهود فريق عمل إدارة الإحصاء المركزي.

كوسي

وقال ممثل اليونيسف في لبنان ”ماركولويجي كوسي:”استغرق تنفيذ المسح متعدّد المؤشّرات (MICS6) سنوات من الجهود المتواصلة. فمنذ انطلاقه عام 2019، واجه لبنان أزمات متلاحقة. ومع ذلك، واصلت إدارة الإحصاء المركزي عملها الدؤوب بدعم من اليونيسف. وقد أُعيد تصميم الاستبيانات، وتكييف الخطط الميدانية، وتدريب الباحثين الميدانيين، فيما فتحت الأسر في مختلف أنحاء البلاد أبوابها رغم تراجع مستويات الثقة وقسوة الظروف المعيشية.

“وأضاف: “يتيح هذا المسح للبنان أن يقول بثقة: هذا ما نعرفه عن أوضاع أطفالنا. وهنا يتحقق التقدّم. وهنا تبرز الحاجة الملحّة إلى تحرّك عاجل.”

أبرز نتائج المسح:

• الأطفال والتغذية: سجّل توقّف النمو أعلى مستوى له في مخيّمات النزوح السوري (31%) ، وأدنى مستوى في بيروت والشمال (9%). 

• الصحة: تجاوز إشراف المهنّيين الصحّيين على الولادات 95% في جميع المناطق. كما أظهرت بيانات التطعيم وجود فجوات بين المحافظات وبين خدمات الأونروا.

• التعليم: تراجعت معدّلات الاستكمال في عكار والشمال والبقاع، فيما سجّل نماء الطفل المبكر أعلى نسبة له لدى الأطفال اللبنانيين في جبل لبنان (85%). 

• المياه والطاقة: تجاوز الحصول على مياه شرب محسّنة 90% في معظم المناطق، مع انخفاض في عكار (87%). وعلى صعيد الكهرباء، يصل مستوى الوصول إلى أكثر من 98% رغم ضعف ساعات التغذية من الشبكة العامة، ما يدفع إلى اعتماد مصادر بديلة بشكل واسع.

• عمالة الأطفال: ظهرت النسب الأعلى بين غير اللبنانيين، خصوصًا في جبل لبنان (36%) ، وفي مخيّمات النزوح السوري (23%).

وتؤكّد إدارة الإحصاء المركزي أنّ هذه النتائج تشكّل أداة أساسية لدعم السياسات الاجتماعية والقطاعية.

البحث