كتبت سمر يموت في Entrevue:
في الغالب لا يُحبّذ علماء النفس والاجتماع، إقامة علاقات عاطفية عبر الفضاء الافتراضي، لأنّ الشخص الذي يتم التواصل معه من وراء الجهاز الالكتروني قد يكون مختلفاً عمّا هو في العالم الحقيقي، وسرعان ما قد يتحوّل الكلام المعسول الى كابوسٍ تعيشه الفتاة في كلّ لحظة من لحظات حياتها، بخاصة عندما تنساق بعاطفتها الى أبعد الحدود من دون أن تأخذ بالحسبان كيف يمكن أن ترتد عليها تبعات تلك العلاقة.
بالمقابل يجد العديد من أصحاب التجربة أنّ “التواصل العاطفي” عبر الانترنت يخلق علاقة متينة مبنية على الثقة والتوافق الفكري، بدليل كثرة علاقات الحب التي نشأت عبر “السوشيل ميديا” وتكلّلت بزواج ناجح، لكنّ ما حصل مع الفتاة القاصر “ر” لا يجسد هذا الرأي. فقد عاشت ابنة السابعة عشر علاقة غرامية جمعتها بشاب في الرابعة والعشرين تعرّفت عليه عبر “انستغرام”، أحبّته بصدق قبل أن تكتشف الوجه الآخر لحبيبها وتُصبح عرضة للابتزاز منه، ولم تنته قصّتهما إلا أمام القضاء.
تقدمت “ر” (مواليد العام 2006) بشكوى أمام النيابة العامة في بيروت ذكرت فيها أنها تعرّفت أوائل العام 2024، وكانت ما تزال قاصراً، على المدعى عليه “ب.ز” (مواليد العام 2000) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد أن نشأت بينهما علاقة غرامية، راحا يلتقيان في منزل حبيبها الذي كان يقوم بتصوير جلساتهما، ليعمد بعدها الى ابتزازها بفضح أمرها فيما لو فكّرت مجرّد تفكير بالابتعاد عنه.
بقيت علاقة الحبيبين على هذا المنوال الى أن وقع الخلاف بينهما وأرادت الشاكية إنهاء تلك العلاقة، خاصة بعدما راح الشاب يُهدّدها بنشر فيديوهات جلساتهما الحميمة.
على إثر الشكوى، استُدعي الشاب الى التحقيق، فأنكر ما أسند إليه، وأفاد بأنّه كان على علم منذ بداية علاقته مع الفتاة بأنّها قاصر، وأنّه قام بتصوير علاقتهما بكامل معرفتها ورضاها. وأقرّ أنه عندما كان ينشب خلاف بينهما، كان يُهددها بفضح أمرها وبنشر مقاطع الڤيديو التي بحوزته لاسيما عندما كانت تريد الانفصال عنه.
وطلب قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب السجن حتى ثلاث سنوات للمدعى عليه بالجرم المسند إليه، سنداً للجنحتين المنصوص عنهما في المادتين505 و650 عقوبات، وإحالته للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي وتدريكه النفقات القانونية كافة.