دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته في إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك جمعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في كلمته، توجه الرئيس عون إلى نظيره المصري قائلاً: “السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الأخ العزيز… إن ذاكرة الشعوب تحفظ الحقائق بأصدق الصور وأعمقها… فعندما يقول الناس إن مصر أم الدنيا، وإن بيروت ستُ الدنيا، فإنهم يؤكدون للعالم بأسره أننا إخوة منذ الأزل وإلى الأبد. هذه الأخوّة تمتد عبر التاريخ؛ ففي معبد الكرنك نقوشٌ تتحدث عن جبيل منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وفي قلوبنا نقوش تروي حكاية الإخاء التي لا تنقطع.”
وأضاف الرئيس عون: “إن تحقيق هذا الطموح المشترك يتطلب استقراراً في المنطقة، والاستقرار الحقيقي لا يتحقق إلا بسلام عادل. ولا يمكن بناء السلام العادل إلا على أساس العدالة، والعدالة تعني ببساطة إعطاء كل ذي حق حقه. هذا ما نصّت عليه مبادرة بيروت للسلام عام 2002، وهذا ما نتطلع لتحقيقه في أقرب وقت ممكن، حتى نشهد قيام دولة فلسطين المستقلة، ونحارب التطرف والإرهاب والفقر، ونحقق التنمية لشعوبنا.”
التزام لبنان بالقرار الدولي 1701
وتابع الرئيس عون قائلاً: “بالنسبة إلينا، يبدأ السلام من خلال التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي 1701، بما يضمن سيادة لبنان ووحدة أراضيه. كما نؤكد على أهمية دور قوات اليونيفيل وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل، والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة لعام 1949 لضمان الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني والمنطقة بأكملها.”
ودعا عون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية في 26 تشرين الثاني الماضي، والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً، بالإضافة إلى إعادة جميع الأسرى اللبنانيين.
العلاقات مع سوريا والتنسيق المشترك
وفيما يتعلق بالعلاقات مع سوريا، أكد الرئيس عون على حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الجارة سوريا، وأهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، خصوصاً في ملف النازحين السوريين، وضمان عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم، عبر لجان مشتركة تم الاتفاق على تشكيلها.”
دعم وحدة سوريا ورفع العقوبات
كما جدد الرئيس عون دعم لبنان لكافة الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة سوريا وسيادتها وتلبية تطلعات شعبها، مع الترحيب برفع العقوبات عنها، آملاً أن يساهم ذلك في تعافيها واستقرار المنطقة.”
ختام الكلمة: دعوة للسلام العادل والشكر لمصر
وختم الرئيس عون كلمته قائلاً: “السيد الرئيس، الأخ العزيز، كان لبنان دائماً سبّاقاً في طرح الأفكار البناءة في منطقتنا. ميزته تكمن في إنسانه وقيمته المضافة هي الحرية والتعددية. نحن اليوم أمام تحدي السلام الشامل، ونحن مستعدون له. نقول للعالم بأسره: إن السلام العادل هو السلام الدائم، ونثق أن العالم الساعي إلى السلام الحقيقي سيلتزم بذلك، خاصة بفضل دعمكم ومواقف مصر المشرّفة. كل الشكر لكم ولمصر الحبيبة على ما قدمتموه وما ستقدمونه من دعم ومساندة.”