وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى روما، حيث توجها مباشرة من المطار إلى المدرسة الحبرية الأرمنية، في استقبال بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس ميناسيان، إلى جانب عدد من المطارنة والكهنة. وانتقل الجميع إلى كنيسة المعهد لأداء صلاة قصيرة، ثم توجهوا إلى صالون المدرسة لعقد لقاء حضره البطريرك ميناسيان، المطارنة والكهنة، بالإضافة إلى عدد من أبناء الطائفة الأرمنية الكاثوليكية القادمين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي سيُقام غدًا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان لإعلان قداسة الطوباوي المطران إغناطيوس مالويان.
في بداية اللقاء، رحب البطريرك ميناسيان بالرئيس عون واللبنانية الأولى، معبرًا عن شكره لهما على تلبية الدعوة للمشاركة في تقديس الطوباوي الشهيد، وقال: “رغم صغر هذه الكنيسة الأرمنية، إلا أنها تحمل تاريخًا عريقًا في وطننا لبنان، وتبقى راسخة كالأرز. واليوم، يقف التاريخ عند لحظة مهمة تلتقي فيها الوطنية بالوفاء والتضحية. حضور فخامتكم مع اللبنانية الأولى ليس مجرد مشاركة رسمية في احتفال ديني، بل هو شهادة حية على أن لبنان لا يزال بلد الإيمان، وجذور هذا الإيمان أقوى من العواصف التي عصفت به. لبنان بلد الحضارة ولا يزال ينبض بالحياة، وأنتم على رأسه كأحد الرؤساء المسيحيين القلائل في الشرق الأوسط، ونحن نفخر ونعتز بذلك. تقودون مسيرة بين الماضي المجيد والحاضر المشرق، حاملاً آمالًا لمستقبل ناجح وآمن وسلمي لكل أبناء الوطن”.
وأضاف البطريرك: “في زمن يكثر فيه الكلام ويقل فيه الفعل، تأتي خطوتكم اليوم كفعل رجاء يزرع في القلوب ويعيد إلينا صورة لبنان الرسالة. لذلك، قررنا تكريمكم بمنحكم ‘وسام صليب الإيمان’، وهو أعلى وسام في بطريركيتنا الأرمنية الكاثوليكية، تقديرًا لمزاياكم النبيلة وشخصكم كقائد ورئيس للبنان”.
بدوره، شكر الرئيس عون البطريرك ميناسيان على هذه المبادرة، معربًا عن سعادته بالتواجد في روما إلى جانب المؤمنين القادمين من مختلف الدول للمشاركة في تقديس المطران مالويان. وقال: “الكلام يعجز عن وصف هذه المناسبة، خاصة مع مشاركتنا في تقديس المطران مالويان، الذي يُعتبر قديسًا للبشرية جمعاء. كان مؤمنًا بقضية وقدم أغلى ما لديه، حياته، من أجلها. لولا إيمانه القوي لما أقدم على ذلك. أجدادنا حفروا الصخور بأيديهم وبنوا الأديرة لأن لديهم إيمانًا راسخًا بقضيتهم، نشروا الدين والإيمان والتعليم. وأتمنى على رجال الدين من جميع الطوائف ألا يهملوا رسالة التعليم، وألا نترك الأجيال تنشأ بلا تعليم، فهو الأساس لبناء الأوطان، وخاصة بناء لبنان”.
وعند مغادرته الكنيسة، سأله الصحافيون عن استعدادات لبنان لاستقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر، فأجاب: “بالطبع، نحن ننتظر قداسة البابا في لبنان، ونجري كل الترتيبات اللازمة لإنجاح هذه الزيارة”.