صدر عن عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، البيان التالي:
عدت من جولة في الولايات المتحدة حيث التقيت القواتيين غير المقيمين وعدد كبير من ابناء الجالية:
اولا، تأكد لي المؤكد، إن غير المقيمين هم مقيمون في لبنان بأرواحهم وافكارهم واسهاماتهم الفكرية والطبية والمالية، بما يشكل رافدا بشرياً حقيقيا لأميركا الدولة العظمى وهم يسهمون في دوام عظمتها ويبقون لبنان حياً في الضمير العالمي وفي حسابات هذه الدولة كوطن يستحق البقاء.
ثانياً، إن ما شاهدته لديهم من كرم وجاهزية للخدمة وقدرات وتعلق بلبنان يجعلهم بحق الأَولى، ليس في المشاركة في الانتخابات للنواب الـ١٢٨ بل أن يشاركوا عبر مؤسسة وطنية تكتسب الطابع القانوني في رفد لبنان بالأفكار والمشاريع والمراقبة وتعزيز الشفافية تلحق بالحكومات، ولما لا بمجلس الشيوخ، اذ من غير المقبول أن يضيّع بعض مهووسي السلطة وهواة التسلط وعبيد المشاريع الإقليمية الهدامة هذا النبع الهائل من الرجال والنساء والشباب الذين لا يمكن اختصارهم بستة ولا ان يسجنهم جشعُ متسلِّط. أكثر من ذلك، إن الدستور اللبناني يجب أن يكون صريحاً وواضحا عبر نصوص تعتبر لبنان المساحة الجغرافية لا ينفصل عن لبنان المساحة الهائلة التي يشكلها اللبنانيون غير المقيمين.
ثالثاً، إن ما رأيته وعاينته ولمسته لدى غير المقيمين، على اختلافهم، من حماس وتعلق بلبنان لَيستحِق فعلاً أن يتم التعاطي معه كمصدر لا ينضب من الثروات في مختلف الحقول، لا مصدر خوف لبعض مهووسي السلطة الذين أوقعوا لبنان في الفساد والفقر والحروب والتخلف، ويسعون الآن الى حرق الجسور مع غير المقيمين ولو ادى ذلك الى إزالة لبنان عن خريطة الأمم وتهجير ما بقي من طاقاته الإنسانية والعلمية والمالية.
ثالثاً، اما بالنسبة الى القواتيين غير المقيمين، فهم يشكلون بحق امتداداً للحالة النضالية القواتية التي لا تحدها المسافات كما يشكلون ترجمة عملية لمفهوم الجمهورية القوية، ليس بالعاطفة والتعلق بالأرض والتراث فحسب، بل ترجمة لكيفية استخدام لبنان طاقاته البشرية المنتشرة في العالم بما يخرجه من قوقعة الجغرافية الضيقة الى مفهوم العولمة المتحررة من عوائق المكان بما يضعه في مصاف ارقى الدول واعظمها.
رابعاً، ان المؤتمر السادس والعشرين الذي عقد في شيكاغو والذي كان لي شرف المشاركة فيه ممثلاً الدكتور سمير جعجع اثبت لي ولكل من شارك فيه انه كان قمة في التنظيم وقمة في المحتوى السياسي والرقي الحزبي، بحيث ذاب من أمام ناظري المكان وحسبت نفسي في لبنان وفي كل مكان. إن الجمهورية القوية انما تكون برجالها ونسائها وشبابها وصباياها أو لا تكون.
إن هذا المؤتمر يضع القوات اللبنانية أمام حتمية نقل التجربة المشرّفة الى كامل الدولة، وعلى الشعب اللبناني بتنوعه أن يدعم هذه التجربة من خلال تمسكه بالانتخابات في موعدها وبمشاركة غير المقيمين، بلا فذلكات ولا تشاطر ولا مواربة، وان يقترع لمرشحي القوات وللشرفاء السياديين المشهود لهم بالخبرة ونظافة الأكف. تعالوا معاً نوظف بالرجال والنساء الأحرار لا بالأزلام والاتباع لنبني لبنان المستقبل المضيء.