شدّدت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي على أنّ التعليم يشكّل «الركيزة الأساسية لنهضة لبنان ووحدته الوطنية»، مؤكدة أهمية دعم التعليم الرسمي وتعزيز الشراكات الأكاديمية بين لبنان وأوستراليا، ولا سيما تلك التي تربط الجالية اللبنانية بالوطن الأم.
وجاء كلام كرامي خلال احتفالٍ سنوي أقامته المؤسسة اللبنانية – الأوسترالية في جامعة سيدني، بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسية وأكاديمية من البلدين. وقد تضمّن الحفل فقرات موسيقية وعروضاً قدّمتها الفنانة منال نعمة، إضافة إلى توزيع جوائز التميّز والمنح الدراسية للطلاب المتفوّقين.
رئيسة المؤسسة، البروفيسورة فاديا غصين، رحّبت بالحضور وتطرّقت في كلمتها إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم والمجتمع، معتبرة أنّ التقدّم العلمي يثير «الخوف والحماس» معاً، لكنه يبقى فرصة لإعادة ابتكار الإبداع البشري. ودعت الطلاب إلى استثمار أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة العلم والإنسانية.
من جهته، لفت النائب ميشال معوّض إلى أنّ التعليم هو «الشرط الأساسي لبقاء هوية لبنان وازدهاره»، محذراً من خطورة تراجع الطبقة الوسطى نتيجة الأزمات الاقتصادية، ومعتبراً أن خسارة معركة التعليم تعني خسارة «روح لبنان».
أما كلمة الجامعة الأميركية في بيروت، فألقاها نائب الرئيس عماد بعلبكي نيابة عن رئيس الجامعة فضلو خوري، حيث شدد على دور الجامعات في ترسيخ التماسك الاجتماعي وخلق الفرص، متوقفاً عند مبادرات الجامعة في علوم البيانات والتعليم الرقمي وحرم AUB Mediterraneo في قبرص.
وفي كلمتها الختامية، حيّت وزيرة التربية الجالية اللبنانية في أوستراليا، مشيدة بإنجازاتها وبدورها في دعم برامج التعليم. وقدّمت رؤيتها لخطة “التربية 2030” التي ترتكز على جودة التعليم، التحول الرقمي، القيادة التشاركية، البحث العلمي، والمساواة في فرص التعليم. واعتبرت أنّ المدارس يجب أن تكون «مجتمعات رعاية» يتعلم فيها الطلاب المهارات الإنسانية بقدر ما يتعلمون البرمجة والتقنيات.
وخاطبت كرامي أبناء الجالية بالقول إن نجاحاتهم «دليل على أنّ التعليم اللبناني يثمر أينما وجد»، داعيةً إلى تعزيز دعم القطاع التربوي في لبنان. وختمت بالتأكيد أن لبنان، رغم أزماته، ما زال يجسد جوهر التعليم القائم على الأمل والتنوّع.
واختُتم الحفل بتكريم رياضيين لبنانيين لامعين وتوزيع منح المؤسسة اللبنانية – الأوسترالية لعام 2025 على الطلاب المتفوّقين.