الدمار في جنوب لبنان إثر الحرب بين إسرائيل وحزب الله

كتب خلدون قواص في الأنباء الكويتية:

قال مصدر نيابي بيروتي لـ «الأنباء» ان « لبنان لم يعد يحتمل حربا جديدة موسعة عليه من العدو الإسرائيلي الذي يحاول استدراج المجموعات المسلحة في جنوبه وبقاعه من عمليات استفزاز شبه يومية، وهذا ما حصل مؤخرا من إطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل التي ردت فورا بذريعة خرق القرار 1701. في حين ان إسرائيل هي التي تخرق القرار الدولي يوميا باستهدافها المجموعات المسلحة بحجج واهية».

وأضاف «لا يمكن أن يستقر الوضع في لبنان من دون عقد حوار وطني بناء وجدي في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، للبحث في وضع استراتيجية دفاعية ممهورة بموافقة الأطراف اللبنانية، خصوصا من بيده السلاح الذي ينبغي ان يسلمه إلى الجيش اللبناني المعني بالدفاع عن سيادة لبنان واستقراره».

وتابع المصدر النيابي البيروتي «أي كلام آخر هو مضيعة للوقت. وربما تحصل عملية استنزاف للمشهد اللبناني ليبقى البلد من دون استقرار وإعمار وإجراء إصلاحات إلا على الورق، من دون تنفيذها على الأرض. وهذا يتطلب خطوة جريئة للمبادرة إلى إطلاق الصوت عاليا لعقد حوار وطني اليوم قبل الغد، خصوصا أن قسم العهد (لرئيس الجمهورية) والبيان الوزاري (للحكومة) فيهما كثير من النقاط المشتركة بين المتحاورين لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والإصلاح وعودة الدولة إلى سابق عهدها».

ورأى المصدر أن «لبنان أمام فرصة ذهبية ينبغي استغلالها بإبرام عقد حوار وطني داخلي لوضع إستراتيجية دفاعية ونزع السلاح، وبسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها وتطبيق كامل بنود اتفاق الطائف، وإلا سيبقى الوضع في لبنان هشا».

وتابع: «العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان شكل هاجسا لدى اللبنانيين جميعهم، وعزز الآمال لدى المغتربين اللبنانيين والأشقاء العرب بتجدد عودة الحرب، بحيث طغى هذا الحدث على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في شهر مايو المقبل، لجهة تحريك الماكينات الانتخابية على صعيد بيروت. وهذا الأمر لم يحصل بعد في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع مع العدو الإسرائيلي الذي يتوعد ويهدد يوميا. وهناك تحضير نظري من قبل التيارات والأحزاب السياسية المعنية بعملية الانتخابات البلدية في العاصمة. ولم تعقد اجتماعات أو تحالفات في هذا الإطار حتى الآن، بل يتم الحديث عنها في الإفطارات الرمضانية العامة وفي المجالس الخاصة التي تجري يوما بعد يوم. ويبقى الرهان على قرار المعنيين بالدولة، لجهة حسم قرارهم بالعمل على نزع السلاح وسحب الذرائع من العدو ليعيش المواطن بأمن واستقرار وسلام».

البحث