نواف الموسوي

اعترف مسؤول الموارد والحدود في “حزب الله”، نواف الموسوي، بأن الحزب واجه تحديات أمنية كبيرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيرًا إلى أن هناك تحقيقًا داخليًا يجري لتقييم ما حدث على المستويين الأمني والعسكري.

وفي حديثه لقناة “الميادين”، أكد الموسوي أن الإنجازات التي يتباهى بها الإسرائيليون لم تكن نتيجة تفوق استخباراتي، بل جاءت نتيجة ثغرات داخلية في منظومة الحزب، وأحيانًا بسبب إهمال، كما حدث في واقعة “البيجر”.

وأوضح قائلاً: “لو تلقيت ساعة كهدية، كنت سأرسلها مباشرة إلى الأمن الوقائي لفحصها. عندما كنت أزور السيد حسن نصرالله، كنت أخضع كل خواتمي وأزرار قمصاني للفحص الأمني، فكيف يمكن أن يحمل أحدنا بيجرًا من دون التأكد من سلامته؟”.

وأضاف ساخرًا: “اليوم، الإسرائيلي يرسل للرئيس الأميركي بيجرًا ذهبيًا، وهذا ليس إنجازًا”، كاشفًا أن الحاج عماد مغنية، الذي أسس قوات الرضوان، كان أول من ابتكر فكرة تفخيخ البيجر خلال عمله العسكري.

وأشار إلى أن السيد حسن نصرالله كان يدرك وجود خرق تقني، ولذلك لجأ إلى تبادل المراسلات الورقية، وهو الأسلوب المعتمد حاليًا، مضيفًا أن التحقيقات كشفت أيضًا عن خرق بشري، وهو ما تعمل الأجهزة المختصة على متابعته. وأكد أن معالجة أوجه القصور، والقضاء على الاختراقات التقنية والبشرية، سيمكن الحزب من تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة في المواجهات المقبلة.

وفيما يتعلق باغتيال هاشم صفي الدين، أوضح الموسوي: “لو كنت مكانه، لما ذهبت إلى ذلك الموقع. كان واضحًا أن المقر تم كشفه، ومع ذلك قرر البقاء هناك دون تغيير المكان. عندما يُكشف مقر، فالمخاطرة بالبقاء فيه غير محسوبة العواقب”.

ورغم ذلك، شدد على أن صفي الدين كان شخصية شجاعة واستشهادية، معتبرًا أن خسارته كانت فادحة، متمنيًا لو أنه غادر الضاحية قبل استهدافه.

أما بخصوص اغتيال حسن نصرالله، فقد أعرب الموسوي عن استغرابه من وجوده في حارة حريك وقت الاستهداف، مشيرًا إلى أن المنطقة صغيرة وتخضع لمراقبة إسرائيلية دقيقة، وأضاف: “تفاجأت بأنه كان هناك”، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة لعبت دورًا مباشرًا في قرار وتنفيذ عملية الاغتيال، مشددًا على أن “العمل الاستخباراتي الأميركي ضد حزب الله يفوق نظيره الإسرائيلي بعشرة أضعاف منذ عام 2000”.

تصريحات الموسوي أثارت موجة من الانتقادات داخل بيئة “حزب الله”، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن تصريحاته كشفت معلومات حساسة لا ينبغي تداولها علنًا.

البحث