نديم الجميل

أوضح عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل أن لائحة “بيروت بتجمعنا” ليست لائحة أحزاب بل هي لائحة شكّلها بعض أفراد المجتمع البيروتي برئاسة ابراهيم زيدان، وقال: “اعتبرنا كبداية نحن الأحزاب المسيحية أن علينا أن نتوحد بهدف دعم لائحة تؤمّن المناصفة قدر المستطاع وتم التلاقي مع النائب فؤاد مخزومي والحزب الاشتراكي وآخرين للوصول إلى تحالف يؤمّن الكتلة الصوتية الأكبر للائحة بهدف دعمها وتأمين “المناصفة” وخرجنا بـ “بيروت بتجمعنا” التي تجمع كل الأطياف في بيروت “.

وأشار الجميّل إلى أن لائحة “بيروت بتجمعنا” مدعومة من الأحزاب ومن أشخاض فاعلين في المجتمع ومن العائلات البيروتية ويجب أن نعطيها “الفرصة الكاملة” .

وإذ أشار إلى أن لائحة “بيروت بتجمعنا” مدعومة من الثنائي الشيعي، شدد على أن هذا لا يعني أن الأعضاء الشيعة المرشحين على اللائحة ينتمون إلى “حزب الله” أو “حركة أمل” ولكنّهم مقبولون من الثنائي الشيعي الذي يدعم هذه اللائحة كما يدعهما الكثير من الأحزاب حتى غير الممثلة في اللائحة.

وعن ابراهيم زيدان المرشح لرئاسة اللائحة وهو نائب رئيس حزب الحوار والذي تجمعه صلة قرابة مع النائب فؤاد مخزومي وما إذا كان دعم مخزومي للّائحة مشروطاً بوصول زيدان الى رئاسة بلدية بيروت، أوضح الجميّل أن التحضير للانتخابات البلدية في بيروت بدأ منذ ثلاثة أو أربعة أشهر وكذلك العمل على انتخاب مجلس بلدية بيروت والمحرك الأساسي لهذا العمل كان “تيار المستقبل” وكنا على تواصل معه وقد أكد أنه سيخوض الانتخابات البلدية في بيروت ويؤمّن المناصفة، لكن الرئيس سعد الحريري قرّر عدم خوض الانتخابات ترشيحاً أو انتخاباً وبالتالي خرج تيار المستقبل واستمر باقي الأفرقاء بالتنسيق في ما بينهم لإيجاد الحل الأنسب، وفي الانتخابات السابقة كان تيار المستقبل المحرك الأساسي وهو من يختار رئيس اللائحة ونشكل حوله التركيبة الانتخابية ولكن مع انسحاب تيار المستقبل فكرنا باختيار مرشح جديد لرئاسة البلدية وبما أن فؤاد مخزومي هو من الداعمين لهذا التحالف وهو من يقوم بالتركيبة السنية، اعتبر أن ابراهيم زيدان هو الأنسب لخوض هذه المعركة، ولدينا كامل الثقة بهذا الخيار وبالتركيبة الموجودة وهي ليست التركيبة الأنسب أو الأفضل أو المثالية ولكن بالنسبة لنا في هذه الانتخابات وفي ظل الظرف الذي يمر فيه الإقليم والبلد والتشنج الطائفي في سوريا ونحن بغنى عن أي تصادم “سني – مسيحي” في لبنان، فإن هدفنا الأساسي هو المحافظة على المناصفة والميثاقية والعاصمة بيروت هي هوية الوطن .”

وأكد الجميّل أن المقصود هنا بالمناصفة ليس العددية أو الديموغرافيا ولكن العاصمة لديها هويتها وهي هوية مشتركة بين الجميع ونريد المحافظة عليها وكانت هذه الطريقة الأنسب للحفاظ على دور بيروت .

أما عن مبدأ اللوائح المقفلة فقال النائب الجميّل إنه طرح بهدف المحافظة على المناصفة، ونحن نبحث عن الطريقة الأنسب للحفاظ على ما تركه لنا الرئيس رفيق الحريري لأن وصية الحريري هي المحافظة على المناصفة وتوقيف العد وتأمين شراكة حقيقية بين الجميع في بيروت، ولكن اليوم لا شيء يضمن الشراكة والمناصفة وبالتالي اعتمدنا طريقتين لتأمينها أولها الانتخاب من خلال تحالف أكبر عدد ممكن أو بالطريقة الثانية من خلال القانون، ولقد حاولنا تغيير القانون وتأمين المناصفة إلا أننا اعتبرنا أن اللائحة المغلقة هي الأنسب لأنها تسمح بالعمل على البرامج وعلى لائحة متجانسة وبالوقت نفسه تؤمن المناصفة، وللأسف لم تمر وحصل تشنج طائفي كبير جدًا في المجلس النيابي وهذا مستنكر وغير مقبول لأنه تناول موضوع انتخاب البلدية أو الانماء من باب طائفي أو مذهبي.

وقال الجميّل: “نحن كمسيحيين لدينا انتقادات حول صلاحيات المحافظ وطريقة ادارة المحافظ للبلدية ولدينا ملاحظات وهناك نواحٍ يجب معالجتها لأن المحافظ شخص معين من قبل الحكومة وليس لديه مسؤولية تجاه أحد ولا يخضع لمحاسبة طيلة 6 سنوات ويتحكم بالبلدية كما يريد وهذا يوقع الضرر بالمسيحيين قبل المسلمين، ولكن هذا لا يعني أن نضع التمثيل أو المناصفة مقابل الصلاحيات والأمر يحتاج الى نقاش بهدوء ومعالجة الموضوع في عمقه وبطريقة موضوعية ومنطقية وغير طائفية وجميعنا لدينا مصلحة في تغيير القوانين القديمة والتي مر عليها الزمن ويجب أن تتطور .”

وأعتبر الجميّل أن المقارنة مع مجلس بلدية باريس تظهر مشكلة مشابهة لما نعيشه في بيروت، فقد كان المحافظ يتحكم ببلدية باريس وكان يعين من الحكومة ويتخذ كل القرارات التنفيذية ولكن تم تغيير ذلك في الثمانينيات .

وأوضح الجميّل أن موضوع صلاحيات المحافظ في لبنان يجب أن يؤخذ بكثير من التروي والجدية وأن يتم العمل عليها بالعمق خارج الاصطفافات الطائفية الموجودة وعلينا أن نعالجه من باب مصلحة المواطن وخدمته وخدمة الإنسان في بيروت .

أما بالنسبة لتقليص صلاحيات المحافظ المسيحي لحساب رئيس البلدية المسلم فأوضح الجميّل أنه سيتطرق لهذا الموضوع من باب عام وشامل لأن المشكلة كبيرة في بيروت من ناحية الصلاحية والتمثيل والتواصل بين أعضاء المجلس البلدي مع الأرضية التابعة لهم وبالتالي الرؤية يجب ان تكون شاملة وليس بطريقة فردية .

وأضاف الجميّل: “علينا تمرير الانتخابات البلدية بتأمين الميثاقية والمناصفة وبعد ذلك نعد جميع أهالي بيروت بالعمل على هذا الملف بالعمق ومن دون مزايدة أو طائفية أو مناطقية، مشددًا على أن علينا أن نضع هواجسنا على الطاولة ونعمل عليها من خلال مصلحة المواطن “.

وأشار الجميّل إلى وجود 4 لوائح جدية في بيروت وجميعها تأخذ المناصفة بعين الاعتبار وهذا يعني أن الجميع متفق ضمنياً على تأمين المناصفة، ولكن الهدف هو ضمان المناصفة بالانتخاب والتصويت، متمنيًا على كل الناخبين انتخاب لائحة كاملة (دون تشطيب) باعتبار أن اللوائح الأربع تشوبها شوائب ولكن المهم تحديد هدف التصويت والانتخاب على أساسه.

وتمنى الجميّل على جميع الناخبين اختيار لائحة والتصويت لها وأن تكون هذه اللائحة “بيروت بتجمعنا” التي لديها الفرصة الأكبر لتأمين المناصفة وتمثيل أهل بيروت بطريقة جيدة وصحيحة، وقد تم اختيار المرشحين على اللائحة وفقًا لانتمائهم إلى مدينة بيروت وهم يعملون لصالح المدينة منذ أكثر من 15 سنة ويعرفون بلدية بيروت وما تحتاج له وكيفية التحسين ولديهم معرفة بالروتين الإداري وطريقة إدارة البلدية ونحن نحتاج الى تمثيل جدي وحقيقي في البلدية .

أما عن دعم الثنائي الشيعي للائحة فأوضح الجميّل أن في لائحة بيروت بتجمعنا 3 مرشحين شيعة حصلوا على دعم الثنائي الشيعي الذي يناسبه هذا التمثيل، واستطرد يقول: “نحن نعرف تمامًا تركيبة البلد والحكومة التي تشكلت مؤخرًا تضم وزراء مدعومين من الثنائي الشيعي وقد وافق عليها الجميع حتى المجتمع المدني وهذه واقعية سياسية والهدف هو تأمين المناصفة والميثاقية.”

وعن المنافسة مع لائحة بيروت مدينتي التي تمثل المجتمع المدني أوضح الجميّل أن التنافس يجري بديمقراطية مع وجود بعض الإعلام الأسود ولكن هذا طبيعي، وتابع: “كان لدينا تواصل مع التغييرين وكنت إيجابيًا وقد تواصلنا مع لوائح عدة وأبديت استعداداً للتعاون ولكن حتى الآن لم نحصل على جواب.”

وتابع الجميّل: ” لقد قمت بواجبي لناحية تأمين النسيج البيروتي وأعتبر أن المخاتير كبار السن يحظون بالثقة، ويجب المحافظة عليهم والمختار يلعب دورًا مهمًا جدًا في حل المشاكل والنزاعات ومن المهم المحافظة على هذا النسيج مع إدخال عنصر الشباب والعنصر الحزبي أيضًا وتهمنا مصلحة بيروت والحفاظ عليها .”

وأكد الجميّل أن ثقته كبيرة جداً بالإنسان البيروتي العميق لأن همه المحافظة على بيروت، مذكرًا بأن الحياة المشتركة في بيروت عمرها أكثر من 200 سنة ولسنا بصدد تغييرها اليوم، وأضاف: “البعض يعتبر أن كسر المناصفة يفسح المجال في المستقبل للنقاش حول تقسيم البلدية ولكن بكل صراحة نحن المسيحيون مررنا بعدة تجارب ونكسات واعتبرنا أننا نخسر في مكان ونرد الخسارة في مكان آخر ولكن هذا لم يحصل وقد لمسنا ذلك في اتفاق الطائف والاستحقاقات والوظائف واذا اردنا ان نطالب في المستقبل علينا أن نتعود على فكرة خذ وطالب .”

وتوجه الجميّل الى المسلمين بالقول: “قد يكون لدى البعض رغبة بتصفية الحسابات وتحقيق المناصفة مع فريق واحد ولكن هذا لعب بالنار وخطر، فإما أن نكون على قدر مسؤولية رفيق الحريري الذي وضع مصلحة بيروت ولبنان فوق كل اعتبار وإما أن نلعب بالنار في ظل الجو الإقليمي الذي نمر فيه وما نعيشه في لبنان قد يؤدي إلى انفجار ما هو ليس لمصلحة لبنان.”

وتمنّى الجميّل أن يتحمّل الكل مسؤوليته وينتخب بقناعته الذاتية لتأمين المناصفة والتغيير في البلد أيًا كان خيارهم لأن تثبيت الوجود الاختياري في صندوق الاقتراع مهم جدًا جدًا.

البحث