وزير الثقافة

نظم مسرح المدينة، بمناسبة يوم المسرح العالمي، حفلًا تحت رعاية وحضور وزير الثقافة غسان سلامة، بعنوان “مسرح المدينة يستذكر أيقونة المسرح اللبناني والعربي أنطوان كرباج”.

وحضر الحفل المدير العام للشؤون الثقافية علي الصمد، ومؤسسة مسرح المدينة نضال الأشقر، وعقيلة وزير الثقافة ماري سلامة، ونقيب الممثلين نعمة بدوي، وليد كرباج، وعدد من الفاعليات الثقافية ومحبي الراحل أنطوان كرباج.

وفي كلمته، قال الوزير سلامة: “كان من المؤلم أن يتزامن اليوم العالمي للمسرح مع رحيل الفنان الكبير أنطوان كرباج. حزنت شخصيًا لفراقه، لأنني من جيل تعرف على أنطوان وكبار المسرحيين مثله في بداية شبابي. في الواقع، كتبت أول كتاب لي منذ خمسين عامًا عن المسرح اللبناني، وتناولت فيه شخصيات مثل نضال وأنطوان وغيرهم ممن عملوا على نشر هذا الفن في مختلف أنحاء المشرق العربي. هؤلاء كانوا يستحقون كتابًا في ذلك الحين، واليوم هم يستحقون موسوعة كاملة”.

وأضاف: “بعد سنوات من الغربة، اكتشفت أن المسرح اللبناني بخير، وأن جيلًا جديدًا قد نشأ وبدأ يتسلم المشعل من الأوائل بإبداع وقدرة على التجديد. هذا الفن الذي كان يُعتقد أنه محكوم عليه بالإعدام أثبت في كل مرة أنه فن حي. المسرح فن ملاصق لطبيعتنا البشرية، حيث أن كل منا يمثل في حياته اليومية، لكن أفضل من يمثل هو من يقدم الفن بعناية وصدق”.

وأشار الوزير إلى أن “أنطوان كان نموذجًا للممثل الكبير الذي تمكن من أن يتقمص شخصيات مختلفة تمامًا عن شخصيته الحقيقية. كان ناجحًا في دورين نقيضين، وكان في الحقيقة جبارًا على خشبة المسرح، بينما كان إنسانًا متضامنًا مع زملائه ويعمل على رفع شأن المهنة”.

وتابع: “حزنت على فراق أنطوان، ولكن الفن اللبناني يواصل الحياة بفضل جيل جديد من الفنانين الذين يتابعون طريقه. شاهدت منذ أيام الفنان رفعت طربيه في دور هاملت، وأعجبت بقدراته الكبيرة رغم السن والمرض. واثق أن الجيل الجديد قادر على العطاء، كما كان الأوائل”.

وفي ختام كلمته، تحدث الوزير عن التحديات التي تواجه لبنان، خاصة الصعوبات الاقتصادية، وقال: “رغم الأزمة المالية الحالية، لا يجب أن نيأس. نحن في دولة مفلسة، ولكن لا يجب أن نقبل بالهزيمة. لدينا فرصة لإعادة البناء، ويجب أن نعلم كيف نستغل هذه الفرصة”. وأكد أن دعم الإبداع الفني في لبنان سيظل أحد أولوياته، وقال: “على الرغم من الصعوبات، سأواصل العمل دون كلل لدعم الإبداع المسرحي والفني. اليوم سيأتي، إن شاء الله، حيث ستعود ميزانية الفن إلى الحياة بفضل دعمكم وعملكم”.

البحث