جاء في “الأنباء الكويتية”:احتوت السلطة اللبنانية ردة الفعل الأميركية الصادمة تجاه المؤسسة العسكرية اللبنانية، والتي اعتبرت غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين الإدارات الأميركية المتعاقبة ومؤسسة الجيش اللبناني، بإمعان واشنطن في تقويض زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة الأميركية، ما دفع بالقائد إلى صرف النظر عن الزيارة.لم تصدر ردة فعل لبنانية رسمية على الموقف الأميركي، بل كانت خطوات لاحتواء التصعيد وحصره، أبرزها ترحيب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالسفير الأميركي الجديد ميشال عيسى في حفل افتتاح مؤتمر «بيروت 1»، ومتوجها عبره إلى الرئيس دونالد ترامب بالقول «نجدد شكرنا لإدارته على كل الدعم. ونتطلع إلى مزيد من التعاون على جميع المستويات». الا ان أركان السلطة السياسية الرسميين، وخصوصا في رئاستي الجمهورية ومجلس النواب، يدركون ان خطوات الجيش اللبناني قيادة وأفرادا لا يمكن ان تذهب بعيدا في تنفيذ طلبات خارجية، بينها أميركية، من دون الأخذ في الاعتبار دقة الوضع الداخلي وحساسيته، ومراعاة عدم الاصطدام مع مكون لبناني يتمثل بقوة في المجلس النيابي والحكومة.وقال أحد المؤثرين المقربين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ «الأنباء»: «على رغم توقيع لبنان اتفاق 17 مايو مع إسرائيل في 1983، لم تتم المساواة من قبل السلطة اللبنانية وقتذاك ممثلة بالرئيس أمين الجميل، بين إسرائيل وسورية. فكيف يطالب الجيش اللبناني بالمساواة انتقادا في بيانه بين العدو الإسرائيلي وحزب الله؟».وزير تقني ترك بصمة في وزارته منذ عقدين، نصح السلطة السياسية «برد تقني يحمي العهد، ويحفظ الاستقرار في البلاد، عبر الإسراع في تبديل حكومي باتفاق داخلي مع الرئيس نبيه بري»، معتبرا ان الأخير «قادر على تغطية مهمة دقيقة بهذا الحجم في لحظة حرجة دوليا». ورأى الوزير السابق ان التبديل الحكومي أكثر من ضروري بعدما باتت الانتخابات النيابية مهددة، واعتبر ان تفاهم الرئيسين جوزف عون ونبيه بري كفيل بتصويب الأمور والتخفيف من الضغط الأميركي».وفي المقابل، رأى مصدر سياسي لبناني ان قيادة «حزب الله» تسهم في تقويض صورة الدولة اللبنانية، عبر اعلانها جهارا سلسلة خطوات ترفض فيها إجراءات تتخذها الحكومة ومؤسسات الدولة، آخرها ما قاله الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم، منتقدا خطوات يعتزم حاكم مصرف لبنان المركزي كريم سعيد اتخاذها في سبيل مكافحة تبييض الأموال وتهريبها، وتطول فيما تطوله مؤسسة «القرض الحسن» المالية التابعة للحزب.رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اتصل هاتفيا بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك، متمنيا الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى.وقال الرئيس عون «مرة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة أخرى. لقد انضم شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاء لقسمهم، وتأكيدا على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحد من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني شيئا الجيش عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك».وفي سياق متصل، كتب الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جبنلاط على منصة «إكس»: «نتمسك باتفاق الهدنة بعد تحرير الأراضي المحتلة، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل تصرف على هذا الأساس في موقفه الوطني المشرف».رئيس الحكومة د.نواف سلام قال في الجلسة الختامية لمؤتمر «بيروت 1»: لبنان عاد إلى العالم العربي، والعالم العربي بدأ يعود إلى لبنان، ونأمل برفع الحظر عن الصادرات اللبنانية، وسيتم تدشين السكانير في مرفأ بيروت.وأضاف: لبنان لا يزال بلد الفرص الواعدة، وبدأنا بمسيرة الاصلاح، ولا يزال أمامنا شوط كبير، ولابد من استكمال الاصلاحات، ولكن في غياب الامن والامان سنفوت فرصة النهوض، وشدد على ضرورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.وعن خطة الجيش بسحب السلاح غير الشرعي، قال إن «الخطة تلحظ احتواء السلاح في شمال الليطاني أيضا، وهذا يعني منع استخدام السلاح ونقله».
لبنان يحتوي ردة الفعل الأميركية الصادمة تجاه المؤسسة العسكرية