كتبت زائدة الكنج الدندشي في الـ Entrevue:
جاءت كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون من القاهرة في لحظة مفصلية تعيد لبنان إلى حضنه العربي وتؤكد على الموقف اللبناني الجامع تجاه القضايا المصيرية، وكإعلان واضح لعودة لبنان إلى موقعه الطبيعي منسجمًا مع ثوابته التاريخية، بدءًا من القضية الفلسطينية ووصولًا إلى التحديات الإقليمية الراهنة.
وفي حديث لـ “Entrevue” يقول الصحافي والمحلل السياسي طوني أبي نجم إنّ “كلمة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون من القاهرة أتت لتؤكد على الموقف اللبناني الجامع الذي يعود بقوة إلى الساحة العربية وهي كلمة تعبر عن وجدان جميع اللبنانيين بدءًا من تأكيد الموقف اللبناني من القضية الفلسطينية بالتموضع خلف الإجماع العربي الذي تجسد في قمة بيروت عام 2002 ووصولاً إلى ما حصل في قمة الرياض”.
أما في جزئها الثاني فيرى أبو نجم أنها “تأكيد من رئيس الجمهورية على خروج لبنان نهائيًا من المحور الإيراني وذلك برفض كل مقولات الحرس الثوري الإيراني التي تحدثت في السابق عن السيطرة على العواصم العربية الأربعة وبذلك أكد رئيس الجمهورية أن ضرب العواصم العربية كبيروت ودمشق صنعاء وبغداد لا يمكن أن يقول أحد أنه يأتي لخدمة القضية الفلسطينية، وبالتالي هذا الكلام الدقيق والمتوازن لعون يعيد تصويب البوصلة وتموضع لبنان عربيًا خلف الإجماع العربي بقياده المملكة العربية السعودية ويخرجه من المحور الذي حشره فيه حزب الله وإيران وهذا ما يمثل الموقف اللبناني الذي يحتاجه جميع اللبنانيون والذي أراد ان يسمعه العرب وسمعوه”.
ويؤكد أبو نجم أن “موقف رئيس الجمهورية في القاهرة لم يكن مجرد تصريح عابر، بل هو تأكيد لمسار واضح يسعى إلى إعادة بناء الدولة اللبنانية على أسس وطنية وعربية متينة”.
وفيما يخص استتباع الرئيس عون لخطاب القسم وماهي أهم الخطوات التي عليه البدء بها يقول أبو نجم: “من المنتظر أن يستكمل رئيس الجمهورية ما يقوله بدءًا من خطاب القسم وصولاً إلى خطابه في القمة العربية الطارئة في القاهرة وأن يستكمل هذا المسار من خلال إعادة بناء الدولة بدءًا من كل التعيينات التي سنشهدها في الأيام والأسابيع المقبلة من أجل إعادة تكوين كل السلطة في لبنان على الصعيد العسكري، والأمني، والمالي، والإداري، والدبلوماسي من أجل أن يعمل الجميع لتنفيذ ووضع إطار عملي لتطبيق خطاب القسم بدءًا من موضوع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتطبيق القرار 1701، وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية وليس انتهاءً بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من أجل إعادة النهوض المالي والاقتصادي في البلد”.
ويختم أبو نجم: “هذا المسار سيسلكه رئيس الجمهورية بالخطوات العملية واستتباعًا بإعادة تمتين أواصر العلاقة بين لبنان ومحيطه العربي لتأمين حصول لبنان على الدعم المطلوب عربياً ودوليًا وبالتالي هذه الخطوات العملية التي سيعتمدها رئيس الجمهورية من خلال استكمال بناء الدولة ومؤسساتها وتنفيذ القرارات الدولية والإصلاحات المطلوبة من أجل التمكن من تحقيق مضمون خطاب القسم وخطاباته اللاحقة”.
ومن خلال هذه الخطوات، يعيد لبنان تصويب بوصلته السياسية، بعيدًا عن المحاور التي أضعفته، ليكون حاضرًا فاعلًا في محيطه العربي والدولي.