توم برّاك

جاء في “اللواء”:
في عطلة عاشوراء، بقي الموضوع المحوري: ما الردّ اللبناني، الممكن قبوله، الذي يأمل لبنان أن يسلم الى الموفد الأميركي توم برّاك، في ضوء الجهد غير العادي الذي تبذله لجنة إعداد الردّ، وهي الممثلة للرؤساء الثلاثة: جوزف عون، نبيه بري ونواف سلام.

ويأتي إعداد الردّ وسط عمل مواكب، سواءٌ عبر دور مستشار وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان، الذي وصل ليل امس الاول، وزار فور وصوله الرئيس سلام، وبعد ظهر امس الرئيس عون، او عبر اللجنة الخماسية على مستوى سفراء: الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية وفرنسا ومصر وقطر.

في اول ظهور علني رسمي له في بيروت، افيد ان مستشار وزير الخارجية السعودي الأمير يزيد بن فرحان زار امس رئيس الجمهورية جوزف عون.ولم ترد اي معلومات رسمية عن اللقاء. فيما ذكرت المعلومات انه جاء ليواكب الاتصالات التي سيجريها الموفد الاميركي توم براك في بيروت الاثنين المقبل والردّ اللبناني على ورقة المقترحات والمطالب الاميركية، وأن الدافع وراء حضوره حسب معلومات «اللواء» من مصادر متابعة، كان التعثر الحاصل في تنفيذ متطلبات وقف اطلاق النار في الجنوب واستكمال انتشار الجيش وحصرية السلاح بيد الدولة.

وفي حين ينتظر الجميع رد حزب الله على ورقة براك ذكرت المعلومات ان الرد سيكون بين اليوم الجمعة او غدا السبت عبر الرئيس بري. واضافت المعلومات: ان لجنة ممثلي الرؤساء سلمت الحزب عبر الرئيس بري صيغة اولية للرد على ورقة براك، وأن الرئيس بري استقبل موفداً من الحزب يوم الثلاثاء هو المعاون السّياسي للأمين العام ​حسين الخليل وتبلغ منه مجموعة ملاحظات. ونقل ممثل بري المستشار علي حمدان الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في اجتماع الثلاثاء على أن يتبعها جواب رسمي. وبناء لذلك، عادت اللجنة الممثلة للرؤساء عون وبري وسلام الى الاجتماع مجدداً امس، لدرس الملاحظات الاولية للحزب.

وكان الرد اللبناني على الورقة الاميركية الى جانب مواضيع الساعة مدار بحث بين الرئيسين عون بري في عشاء عائلي مساء الاربعاء.

وحسب مصدر مطلع ان براك لم يأتِ بجرس انذار أو بتهديد، بل بخطة واضحة تربط بين «العصا والجزرة» على حدّ تعبيره.

وفهم أن حزب الله، حسب ما تردّد بعد اجتماع الرئيس بري مع الحاج حسين خليل ان الحزب غير جاهز للرد بعد على ورقة براك، وأن ثمة تبايناً ومشاورات داخل قيادة الحزب، وأن الأمر، ربما يحتاج ليومين أو اكثر.

العصا والجزرة

وقبيل عودته الى بيروت، انتقد براك وقف النار الذي انهى الحرب بين اسرائيل وحزب الله في ت2 الماضي بأنه فشل ذريع «لأن اسرائيل لا تزال تقصف لبنان بينما ينتهك حزب الله بنود الاتفاق» حسب تعبيره.

وكشف انه قدَّم الشهر الماضي اقتراحا لوزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو، يحدّد للحكومة اللبنانية، وفق اهداف وجداول زمنية، كيفية نزع سلاح حزب الله واصلاح اقتصاد البلاد، على أن يتلقى الموفد الأميركي الرد الاسبوع المقبل.

واكد الموفد الأميركي ان تنفيذ عملية نزع سلاح «حزب الله» يتطلب مزيجاً من سياسة «الجزرة والعصا».

واوضح في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» ان الخطة التي قدمها الى الحكومة اللبنانية تتضمن تنفيذ الجيش اللبناني عمليات تفتيش منزلية، بحثا عن اسلحة، في خطوة قد تواجه مقاومة من بعض المجتمعات الشيعية، التي لطالما نظرت الى حزب الله كمدافع عن لبنان، والمقاومة في مواجهة اسرائيل.

ولفت باراك الى ان الولايات المتحدة تعمل على تأمين دعم مالي من كل من السعودية وقطر، يركز على اعادة اعمار المناطق المتضررة في جنوب لبنان، وقال: «اذا حصل المجتمع الشيعي في لبنان على شيء من هذا سيكون متعاوناً».

لكن بدا من الاجواء التي رشحت حتى الساعة، ان حزب الله لن يدخل في بازار تسليم السلاح قبل الحصول على ضمانات اميركية كافية لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة واطلاق سراح الاسرى ووقف كل الانتهاكات وصولا الى ضمان اعادة الاعمار. وقد فرض منطق الحزب نفسه على الدولة التي طالبت ايضا بضمانات اميركية صريحة وواضحة بإلزام اسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار كاملة من جانبها.

وهذا الجو المتشنج اعاد الى المسرح السياسي احتمالات عودة التصعيد العسكري الاسرائيلي بهدف الضغط اكثر على لبنان، وتبدَّى ذلك باقتراب الغارات امس من بيروت بعد استهداف سيارة في خلدة وشن غارات كثيفة على الجنوب.

وبالتوازي، عادت لجنة سفراء الدول الخماسية الى الحراك لمواكبة التطورات وعقدت اجتماعا في مقر السفارة الاميركية في عوكر استمرت ساعتين حضره سفراء مصر وقطر واميركا وفرنسا وغاب السفير السعودي وليد بخاري بداعي السفر.

كتلة الوفاء لتظهير موقف لبنان قوياً سيادياً

وقالت كتلة الوفاء للمقاومة انها حريصة على «وجوب تظهير موقف لبنان قويا وسياديا واضحا على الورقة الاميركية وان تكون على المقاربات ضمن الاطار السيادي لمناقشة استراتيجية الامن الوطني. اما المقدمات البديهية والطبيعية لكل ذلك فهي انسحاب العدو والتزامه الكامل باتفاق وقف اطلاق النار.

واتهمت الكتلة بعض الدول الكبرى بدل قيامها بمساعدة لبنان، وإلزام العدو بتنفيذ ما يلزمه بالاتفاق بتنفيذه دون تباطؤ او تحصيل او تذرع ومفضوح، توفر الدعم الفاضح لمصلحة العدو.

اشتداد الضغوط: عقوبات واعتداءات

وعشية مجيء الموفد الأميركي اشتدت الضغوطات، سواء الميدانية او على مستوى العقوبات.

فعلى مستوى العقوبات، فرضت الخزانة الاميركية عقوبات مالية جديدة على ايران وحزب الله وعددهم سبعة، وهم على ارتباط بالقرض الحسن، واتهم بالقيام بعملية مالية متطابقة في حسابات المؤسسة مقابل حساب بنكية وسيطة ضمن النظام المالي اللبناني، لاخفاء حركة الاموال المرتبطة باعضاء معروفين في حزب الله.

ومن هؤلاء نعمة احمد جميل وعيسى حسين قاصر وسامر حسين فواز.

وعلى صعيد الاستهدافات استهدفت مسيّرة اسرائيلية في منطقة خلدة سيارة وادت الى سقوط شهيد، وقال الناطق الاسرائيلي انه يعمل مع فيلق القدس، كما استهدفت مسيّرة اخرى سيارة على طريق كفردونين الشهابية.

ونفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي غارات اسرائيلية على مناطق في الجنوب في محيط النبطية، والعيشية ومجرى الليطاني وجبل صافي.

البحث