هدية البابا لأماني وأسيل

نشر الصحافي ريكاردو كرم عبر صفحته على “فيسبوك” تفاصيل لقاء وُصف بأنه من أكثر محطات زيارة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان تعبيراً عن رسالته الإنسانية. حيث جمع لقاء البابا بأماني بزي وطفلتها أسيل شرارة.وأشار كرم إلى أن أماني هي أم فقدت زوجها وأولادها دفعة واحدة في الحرب، وتحولت مأساتها إلى قضية وطنية بما رافقها من وجع وبما واجهته بكرامة استثنائية، فيما لا تزال أسيل تحمل آثار جراحها الجسدية. وقد سُمح للطفلة بمغادرة مستشفى الجامعة الأميركية لساعات قليلة من أجل لقاء البابا، الذي جاء يحمل رسالة سلام إلى وطن “متصدّع”، على حد وصفه.وخلال اللقاء، حملت أماني وأسيل صور العائلة كما كانت قبل اندلاع الحرب التي دمّرت البيت وأطفأت الأصوات والضحكات. وقدمت أسيل للبابا رسالة كتبتها بخط يدها، فوعدها بقراءتها والعودة إليها حين تسمح له الظروف، في لحظة وصفها كرم بأنها “قصيرة وبسيطة، لكنها حملت من الضوء ما يفوق الخطب”.وأوضحت منشورات كرم أنه كان، خلال وجوده في الولايات المتحدة، يسعى قدر المستطاع إلى المساهمة في تحقيق هذا اللقاء، إيماناً منه بأن حصوله ضروري ليس فقط لأماني وأسيل، بل للبنان بأكمله، معتبراً أن ما جرى يجسد “لبنان الذي نعرفه ونؤمن به”.ووصف كرم اللقاء بأنه ليس مجرد تعزية، بل اعتراف بإنسانية ضحايا لا تُذكر أسماؤهم في الصفوف الأولى، وبآلام عائلات تُدفن مآسيها تحت ركام السياسة، معتبراً أنه إعلان بأن “لبنان الحقيقي يسكن في أمّ مكلومة وطفلة شجاعة، لا في البروتوكول ولا في مواقع النفوذ”.وختم مشدداً على أن الصورة التي جمعَت البابا بأماني وأسيل تعكس صورة لبنان المنشودة: وطن يرى الوجع، يقف إلى جانب ضحاياه، ويرفع قصصهم إلى الضوء، بدلاً من تركها فريسة النسيان.

البحث