تعبيرية عن الاستيقاظ

تُظهر دراسات حديثة أن استيقاظ الإنسان قبل دقائق من رنين المنبّه ليس مصادفة، بل نتيجة مباشرة لعمل الساعة البيولوجية التي تنظّم دورات النوم والاستيقاظ بدقّة عالية.

وتشير التقارير العلمية إلى أنّ الجسم يبدأ قبل موعد الاستيقاظ المعتاد بإطلاق سلسلة من الإشارات الهرمونية، أبرزها ارتفاع هرمون الكورتيزول المعروف بـ”استجابة اليقظة”، مقابل انخفاض هرمون النوم الميلاتونين. هذا التمهيد الهادئ يساعد على انتقال تدريجي من النوم إلى اليقظة بطريقة أكثر سلاسة من الاستيقاظ المفاجئ على صوت المنبّه.

ويُعدّ الاستيقاظ قبل المنبّه مؤشراً صحياً عندما يكون مصحوباً بشعور بالراحة والنشاط، ما يعني أن الإيقاع اليومي منتظم وأن الجسم يحصل على قسط كاف من النوم. لكن في حال تكرار الاستيقاظ مع شعور بالتعب، فقد يكون ذلك دليلاً على اضطراب في جودة النوم أو عدم انتظام في مواعيده.

وتتأثر دقة الساعة البيولوجية بعوامل عدة، أبرزها الضوء الطبيعي في الصباح، مقابل تأثير الضوء الأزرق الصادر عن الشاشات ليلاً، إضافة إلى تغيّر الروتين اليومي، والإجهاد، والسفر بين المناطق الزمنية.

وينصح الخبراء بالالتزام بمواعيد ثابتة للنوم، وتجنّب الشاشات قبل النوم، وتقليل المنبهات ليلاً، مع التعرّض لضوء النهار صباحاً وممارسة النشاط البدني خلال اليوم لتحسين جودة النوم وإعادة ضبط الساعة الداخلية.

وتؤكد الأبحاث أن احترام الإيقاع البيولوجي يعزّز الصحة العامة والإنتاجية، ويقلّل من اضطرابات النوم المرتبطة بنمط الحياة الحديث.

البحث