الكبد

تتوالى الأبحاث التي تؤكد العلاقة الوثيقة بين مرض الكبد الدهني وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب، حيث نشرت مجلة Cureus الطبية الأميركية، التابعة لمجموعة نيتشر، في عددها الصادر بتاريخ 4 أغسطس، مراجعة منهجية سلطت الضوء على هذه الصلة.

الكبد الدهني عامل خطر قلبي متصاعد

أوضحت الدراسة أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، المعروف الآن باسم مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)، يُعد من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية. واعتمدت المراجعة على تحليل 21 دراسة طبية خلصت إلى أن المرض، لا سيما في مراحله المتقدمة كالتليف الكبدي، قد يُضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب أربع مرات.

وأكد الباحثون ضرورة إجراء تجارب سريرية عشوائية مستقبلاً لتقييم مدى فاعلية العلاجات الموجهة للكبد الدهني في تقليل الأحداث القلبية الخطيرة.

ما هو MASLD؟ ولماذا يصيب بعض الأشخاص؟

MASLD هو مصطلح حديث يشير إلى تراكم الدهون في الكبد نتيجة اضطرابات التمثيل الغذائي، وليس نتيجة الإفراط في تناول الكحول. يُعد هذا المرض أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، كما يزداد انتشاره في الدول الغربية والشرق الأوسط.

تشير إحصائيات «مايو كلينك» إلى أن نحو 24% من البالغين في الولايات المتحدة مصابون بالكبد الدهني، وأن ما بين 1.5 إلى 6.5% مصابون بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) الذي قد يتطور إلى تليف أو سرطان الكبد.

أبرز الفئات المعرضة للإصابة:

من تجاوزوا سن الـ50

أصحاب التاريخ العائلي مع المرض

مرضى السمنة أو السكري

المصابون بمتلازمة الأيض (مثل ارتفاع الضغط والدهون الثلاثية)

مرضى مقاومة الأنسولين

من يعانون من اضطرابات هرمونية أو أمراض مثل تكيّس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية

أعراض قد تظهر في مراحل متقدمة:

غالباً ما يتطور مرض الكبد الدهني بصمت وبدون أعراض واضحة في بدايته. ومع تطور الحالة، قد تظهر بعض الأعراض، مثل:

إرهاق مزمن وألم في البطن

حكة، استسقاء بطني، تورم في الساقين

اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)

ظهور أوعية دموية عنكبوتية

اضطرابات في التنفس أو النوم

علامات على فشل الكبد في مراحله الأخيرة

مضاعفات متقدمة وخطيرة:

مع استمرار الالتهاب في الكبد، تتكوّن ندبات تُعرف بالتليّف، وقد يتطور الوضع إلى تشمع الكبد، الذي يسبب:

استسقاء في البطن

دوالي المريء ونزيفها

التشوش والاعتلال الدماغي

انخفاض عدد الصفائح الدموية

احتمالية الإصابة بسرطان الكبد أو فشل الكبد النهائي

الوقاية: نمط حياة صحي هو خط الدفاع الأول

يوصي خبراء «مايو كلينك» بعدة استراتيجيات للوقاية من الكبد الدهني:

اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة

الابتعاد عن السكريات البسيطة والمشروبات المحلاة

الحفاظ على وزن صحي وخسارة الوزن تدريجياً في حال السمنة

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الكولسترول والضغط

تجنب الكحول واستخدام الأدوية بحذر

استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات عشبية

هل هناك علاجات بديلة واعدة؟

حتى الآن، لا توجد علاجات دوائية معتمدة لعلاج MASLD، لكن بعض الأبحاث تُجري تقييمًا لبعض المكملات والعناصر الغذائية، من بينها:

فيتامين E: قد يكون مفيدًا لغير المصابين بالسكري، لكنه غير موصى به للجميع بسبب ارتباطه ببعض المخاطر.

القهوة المحتوية على الكافيين: تشير دراسات إلى أنها قد تقلل من خطر الإصابة بالتندّب الكبدي، لكن الآلية لا تزال غير مفهومة بالكامل. مع ذلك، لا يُنصح بالبدء في شرب القهوة من الصفر لهذا السبب فقط.

البحث