الطفلة والمتهمان

لقيت طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات مصرعها في ولاية أريزونا الأمريكية بعدما قفزت من نافذة في محاولة يائسة للهروب من تعذيب والدها وصديقته، وفق ما كشفته التحقيقات الرسمية.

وعُثر على الطفلة ريبيكا بابتيست فاقدة للوعي على طريق سريع في منطقة هولبروك، ونُقلت على الفور إلى المستشفى حيث فارقت الحياة بعد أيام متأثرة بما وصفه الأطباء بـ”إصابات غير عرضية”.

وكشفت التقارير الطبية عن وجود كدمات واسعة في جسدها، وآثار حروق محتملة بسجائر على ظهرها، بالإضافة إلى فقدان أجزاء من شعرها ومؤشرات على تعرضها لانتهاكات جنسية. وأظهرت وثائق المحكمة أن الطفلة حاولت مراراً الهروب من منزل والدها ريتشارد بابتيست (32 عاماً) وصديقته أنيسيا وودز (29 عاماً)، بما في ذلك قفزها من نافذة الطابق الثاني لشقتهما السابقة في فينيكس بحثاً عن ماء أو مساعدة.

وأفادت التحقيقات بأن ريبيكا وشقيقيها الأصغر (8 و6 أعوام) تعرضوا لعقاب جسدي شديد، شمل إجبارهم على تمارين بدنية قاسية مثل الجري وأوضاع الضغط، في حين لاحظ المعلمون آثار العنف على الأطفال الذين غالباً ما قدّموا روايات مختلفة لحماية والدهم.

وسجّلت “إدارة خدمات الطفل” في أريزونا شكاوى متكررة بحق العائلة منذ عام 2015، حيث أُبعد الأطفال مرة واحدة على الأقل قبل إعادة الوصاية للوالد. وفي أسابيع ما قبل الوفاة، انتقلت العائلة إلى منطقة ريفية في مقاطعة أباشي، مقيمة في خيمة مؤقتة بلا كهرباء مستقرة أو مرافق أساسية.

وتمّ توقيف بابتيست وودز وتوجيه تهم القتل من الدرجة الأولى وإساءة معاملة الأطفال إليهما، حيث أقرّ الأب باستخدام “قوة مفرطة” أثناء ضرب ابنته، فيما قالت وودز إنها اعتبرت نفسها بمثابة الأم وضربت الأطفال بشكل متكرر. وحدد القاضي كفالة مالية قدرها مليون دولار لكل منهما، ولا يزالان قيد الاحتجاز بانتظار المحاكمة.

واتهم أحد أقارب الطفلة النظام بالفشل في حمايتها، مشيراً إلى شكاوى سابقة لم تلقَ استجابة كافية، مؤكداً أن الأطفال كانوا يظهرون خوفاً واضحاً عند إعادة وصايتهم إلى والدهم. من جانبها، أعلنت إدارة خدمات الطفل شعورها بـ”حزن شديد” بعد وفاة ريبيكا، مؤكدة تعاونها مع أجهزة إنفاذ القانون ومراجعة شاملة للملف لمعالجة أوجه القصور.

البحث