من المقرر أن يعقد مؤتمر دولي حول حل الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك في مقر الأمم المتحدة في نيويورك من 17 إلى 20 حزيران المقبل. المؤتمر سيعقد برعاية فرنسية سعودية مشتركة، وهو تنظيم من الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.
سياق المؤتمر وأهدافه
المؤتمر يهدف إلى تحفيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ودعوة الدول العربية والإسلامية إلى الاعتراف بدولة إسرائيل، وهو يأتي في وقت حساس حيث لا يزال النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يشهد العديد من التحولات السياسية والميدانية.
ووفقًا للمصدر، فإن 150 دولة تعترف بالفعل بدولة فلسطين وتمنحها صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، لكن لم يتم التصويت على قبول فلسطين كعضو كامل في المنظمة الدولية. وقد أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق إلى أن فرنسا قد تتخذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطين في يونيو المقبل.
دور فرنسا والسعودية في الدفع نحو التسوية
تعتبر فرنسا و السعودية من الأطراف الرئيسية التي تدفع باتجاه حل الدولتين. ففي أبريل 2024، صرح الرئيس الفرنسي بأن بلاده قد تعترف بدولة فلسطينية في شهر يونيو. كما أن السعودية تواصل رفضها تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية، رغم التحولات التي شهدتها علاقات بعض الدول العربية مع تل أبيب بعد الاتفاقات الإبراهيمية في 2020.
خلفيات دبلوماسية
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات، المغرب، و البحرين قد طبعت علاقاتها مع إسرائيل بموجب الاتفاقات التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب. ومع ذلك، فإن السعودية لم تنضم لهذه الاتفاقات، مؤكدًة على ضرورة تحقيق حل الدولتين كأساس لأي تطبيع محتمل مع إسرائيل.
على الجانب الإسرائيلي، ترفض حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي خطوة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، بل يدعو العديد من الوزراء في حكومته إلى ضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
أهمية هذا المؤتمر
تعتبر هذه المبادرة خطوة كبيرة نحو تحريك الجمود السياسي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، الذي بقي عالقًا لعقود، كما أن المؤتمر سيشكل فرصة للتأكيد على موقف المجتمع الدولي حيال إيجاد حل سلمي دائم يستند إلى مبدأ الدولتين.
التحديات والآفاق
رغم الدعم الدولي لهذا التوجه، إلا أن هناك تحديات عديدة أمام تنفيذ حل الدولتين، أبرزها استمرار السياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأزمة غزة التي تفاقمت بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023، مما أدى إلى تصعيد الوضع الميداني بشكل غير مسبوق.
المؤتمر سيشكل منصة حيوية لاستعراض الأفكار الجديدة والتوجهات العالمية، ويأمل الكثيرون في أن يساهم في إعادة إشعال العملية السياسية نحو السلام الدائم في المنطقة.