منذ بدء العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، لا يتوقف المسؤولون الإسرائيليون عن التلويح بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بهدف إسقاط النظام في طهران. هذه التصريحات المتكررة فتحت الباب أمام تساؤلات جوهرية حول البديل المحتمل في حال انهيار النظام الحالي، والجهات التي قد تتصارع على قيادة البلاد.
وكانت تقارير إعلامية سابقة قد كشفت أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي، رغم تصريحه لاحقاً بأن الولايات المتحدة “تعرف مكانه ويمكنها تصفيته في أي وقت”، داعياً النظام الإيراني إلى الاستسلام.
من قد يخلف النظام الإيراني؟
بحسب صحيفة إندبندنت البريطانية، هناك عدة قوى سياسية ومعارضة تستعد، أو تطمح، للعب دور قيادي في إيران في حال سقوط النظام:
- منظمة مجاهدي خلق
تُعدّ من أبرز الحركات المعارضة المسلحة في الخارج، تأسست عام 1965، وتطمح إلى إقامة جمهورية ديمقراطية علمانية. ورغم أن لها حضوراً نشطاً في أوروبا، خصوصاً من خلال “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” بقيادة مريم رجوي، إلا أن نشاطها داخل إيران محدود، كما أن شعبيتها متراجعة بسبب تحالفها السابق مع نظام صدام حسين إبان الحرب الإيرانية-العراقية. زعيمها السابق مسعود رجوي لا يزال مختفياً منذ أكثر من عقدين. - الملكيون
يمثلهم أنصار الأسرة البهلوية التي أُطيح بها في الثورة الإيرانية عام 1979. رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل، هو أبرز وجوه هذا التيار ويقيم في الولايات المتحدة. يدعو لتغيير النظام سلمياً وتنظيم استفتاء شعبي لتحديد شكل الحكم المستقبلي. بعد التصعيد الأخير، حثّ الإيرانيين على الثورة ضد القيادة الدينية. - الأقليات العرقية
إيران بلد متعدد الأعراق، وبعض هذه الأقليات — مثل الأكراد والبلوش — تعاني من التهميش، وتملك تاريخاً من المواجهات المسلحة مع الحكومة المركزية. في حال حدوث فراغ في السلطة، قد تسعى هذه الأقليات للاستقلال أو الحكم الذاتي، ما قد يؤدي إلى تفكك الدولة أو نشوب صراعات داخلية. - الحركات الاحتجاجية المدنية
شهدت إيران خلال العقدين الماضيين موجات احتجاجية واسعة، أبرزها “الحركة الخضراء” عام 2009 التي قادها مير حسين موسوي، والاحتجاجات النسائية عام 2022، التي برزت خلالها الناشطة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2023، والتي لا تزال معتقلة في سجن إيفين. - السيناريو العسكري – الحرس الثوري
تشير التقديرات إلى أن الحرس الثوري قد يلعب دوراً حاسماً في المرحلة الانتقالية، عبر فرض حالة طوارئ أو أحكام عرفية للسيطرة على البلاد. هذا السيناريو قد يشعل صراعاً داخلياً دموياً بين مراكز القوى المختلفة داخل النظام، أو يؤدي إلى حرب أهلية قد تمتد خارج الحدود الإيرانية، مهددة استقرار المنطقة بأكملها.