في كتابها The Palace Papers، كشفت الكاتبة والخبيرة الملكية تينا براون واحدة من أكثر الروايات إثارة حول حياة الأمير هاري، مشيرة إلى أنه تلقى دعماً نفسياً من معالجة سبق لها أن عملت مع جهاز الاستخبارات البريطانية MI6.
ووفقاً لما ورد في الكتاب، فإن العارضة والممثلة كريسيدا بوناس، التي كانت على علاقة بالأمير هاري لمدة عامين، كانت أول من لاحظ تأرجح حالته المزاجية ونوبات الغضب المفاجئة، وشجعته على طلب المساعدة النفسية. وقد حاولت، بحسب براون، إنقاذه من نفسه.
طوال علاقتهما، رصدت كريسيدا سلوكيات وصفتها بـ”الطفولية”، من بينها حادثة وقعت في أحد المطاعم حين صرخ هاري في وجه رجل مسن طلب التقاط صورة قائلاً له: “اخرج من طريقي!”، وغادر المكان غاضباً.
ورغم أن العائلة الملكية كانت معجبة بكريسيدا، إلا أن هشاشة هاري النفسية ورفضه الالتزام بعلاقة جدية أدّيا إلى انفصالهما في عام 2014. وقد وصف الملك تشارلز هذه النهاية لاحقاً بقوله إن كريسيدا كانت “الفتاة التي هربت من هاري”.
بعد الانفصال، لجأ الأمير هاري إلى جلسات علاجية مع جوليا صامويل، وهي معالجة نفسية وصديقة مقربة من والدته الأميرة ديانا، وكانت تعمل أيضاً مستشارة دعم نفسي لجهاز MI6، ما جعلها متمرسة في التعامل مع الأشخاص الذين يعيشون حياة مليئة بالأسرار والضغوط، كأفراد العائلة المالكة والمشاهير.
قال أحد المقربين من الأمير إن هاري كان بحاجة إلى شخص “يفهم ما يعنيه أن تكون محط أنظار العامة، بينما تخفي صراعات داخلية مؤلمة”. وقد ساعدته جلسات العلاج على مواجهة حزنه العميق المرتبط بوفاة والدته، إذ صرّح لاحقاً: “كنت أهرب من الحزن عبر الشرب والتصرفات الطائشة، وكنت أتجنب التفكير في أمي لأنني اعتقدت أن ذلك لن يُجدي نفعاً”.
أما كريسيدا بوناس، التي لعبت دوراً إيجابياً في حياة هاري، فقد مضت قدماً في حياتها، وتزوجت من هاري وينتورث-ستانلي، وهي الآن أم وتنتظر طفلها الثاني. تحوّلت من عروض الأزياء إلى مجال الإعلام، وأطلقت بودكاست بعنوان “دروس من أمهاتنا” بالشراكة مع شقيقتها إيزابيلا برانسون، استضافت فيه شخصيات بارزة مثل كيت وينسلت وماري بيري، كما شاركتها في إحدى الحلقات صديقتها المقربة الأميرة يوجيني، التي كانت السبب في تعارفها على الأمير هاري.
وعلى الرغم من مرور السنوات، يبقى تأثير كريسيدا في حياة هاري حاضراً، باعتبارها أول من شجّعه على مواجهة آلام الماضي والبحث عن التوازن النفسي.