سلّمت السلطات الدنماركية، يوم الإثنين، مواطنًا دنماركيًا إلى ألمانيا، يُشتبه في تورّطه بالتجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية، واستهدافه منظمات وأفرادًا يهودًا في العاصمة برلين، وفق ما أعلنت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية، الثلاثاء.
وذكرت النيابة أن المتهم، الذي تم التعريف عنه باسم “علي س.”، تم توقيفه في مدينة آرهوس الدنماركية أواخر يونيو، بموجب مذكرة توقيف ألمانية، وذلك إثر معلومات تلقاها جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني. وقد وُضع المتهم في الحجز الاحتياطي فور وصوله إلى ألمانيا.
وأضافت النيابة أن المشتبه به تلقّى تعليمات من جهاز استخبارات إيراني لجمع معلومات حول مواقع ومؤسسات يهودية في برلين، وكذلك أفراد من الجالية اليهودية، بهدف استخدامها لاحقًا لأغراض يُحتمل أن تصل إلى تنفيذ هجمات.
وبحسب مجلة دير شبيغل، فإن المشتبه به – وهو من أصول أفغانية – التقط صورًا لمبانٍ حساسة في برلين، من بينها مقر الجمعية الألمانية-الإسرائيلية، لحساب “فيلق القدس”، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. ويواجه المتهم في حال إدانته عقوبة قد تصل إلى 10 سنوات سجنًا.
وعقب الحادثة، استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني، مشددة على رفضها الكامل لأي تهديد يستهدف اليهود داخل البلاد. وصرّح وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، قائلاً: “إذا تأكدت هذه الشبهات، فسيكون ذلك دليلاً جديدًا على أن النظام الإيراني يشكل تهديدًا مباشرًا لليهود في العالم”.
من جانبها، نفت السفارة الإيرانية في برلين هذه الاتهامات، ووصفتها في بيان بأنها “ادعاءات لا أساس لها من الصحة”، واعتبرتها جزءًا من حملة ممنهجة لصرف الانتباه عن قضايا أخرى.
وكشف وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، أن أولى المعلومات عن المتهم جاءت من “جهاز استخبارات صديق”، مؤكدًا أن التحقيقات جرت بتعاون دولي، ووفق مصادر مطلعة، كان جهاز “الموساد” الإسرائيلي من بين الجهات التي ساعدت في كشف المتهم.
وأضاف دوبريندت أن المشتبه به كان يخطط لهجمات باستخدام الحرائق، كما حاول تجنيد أشخاص للمشاركة في تنفيذ تلك العمليات.
وتأتي هذه التطورات وسط رفع ألمانيا من درجة التأهب الأمني حول المواقع اليهودية والإسرائيلية منذ هجوم 7 أكتوبر، في ظل تزايد التوترات بين إيران وإسرائيل، مما دفع السلطات لتكثيف مراقبة الخلايا النائمة التي يُشتبه بأنها قد تشكل تهديداً أمنياً.