يُستخدم مصطلح “الوجبات السريعة” للإشارة إلى الأطعمة التي تُحضّر بسرعة وتُباع بأسعار منخفضة في سلاسل المطاعم مثل “ماكدونالدز”، وقد تعود جذور هذا المفهوم في الولايات المتحدة إلى عشرينيات القرن الماضي.
في عام 1972، صاغ عالم الأحياء الدقيقة مايكل جاكوبسون، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مصطلح “الوجبات السريعة” لوصف المنتجات الغنية بالسعرات الحرارية والمفتقرة إلى القيمة الغذائية، مثل المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة المحلاة. وقد استخدم جاكوبسون هذا المصطلح في إطار حملة نقدية لهذه المنتجات، محذرًا من دورها في التسبب بأمراض السمنة والسكري وأمراض القلب.
كما أطلق جاكوبسون مصطلح “السعرات الحرارية الفارغة” لوصف الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر دون أي فوائد غذائية حقيقية، كما هو الحال مع المشروبات الغازية. وساهمت حملاته التوعوية في فضح الإعلانات المضللة، خصوصًا تلك الموجّهة للأطفال، مما أدى إلى فرض ملصقات تحذيرية على عدد من المنتجات عالية الخطورة.
من الناحية الصحية، يحذر الأطباء من أن الوجبات السريعة تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المتحولة، ما يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول الضار وانخفاض المفيد، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والغدد الصماء. كما أن بطء هضم هذه الأطعمة الدهنية يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، خاصة مع تناولها أثناء التنقل.
وعلى الرغم من كثافة السعرات الحرارية، فإن الوجبات السريعة تفتقر إلى البروتينات والألياف والفيتامينات، وهو ما يؤدي إلى ضعف الشعور بالشبع. على سبيل المثال، لا تحتوي شطيرة الهامبرغر العادية إلا على 9.5 غرام من البروتين، بينما يحتاج الإنسان يوميًا إلى ما يقارب 100 غرام.
ويحذّر العلماء من أن هذه الأطعمة تُنشّط نظام المكافأة في الدماغ، ما يرفع مستويات هرمون الدوبامين ويخلق شعورًا مؤقتًا بالسعادة، يتحول مع الوقت إلى إدمان غذائي، حيث يحتاج الشخص إلى كميات أكبر للوصول إلى نفس الإحساس بالرضا.
ورغم كل هذه المخاطر، لا تزال مطاعم “الوجبات السريعة” تلقى رواجًا عالميًا، ويعود ذلك إلى سهولة الحصول عليها، وانخفاض أسعارها، وتأثيرها الإدماني، في ظل نمط الحياة السريع الذي يُفضّل الراحة الفورية على حساب الصحة طويلة الأمد.
ومع اقترابنا من أواخر عام 2025، تزداد الدعوات لزيادة الوعي المجتمعي بشأن مخاطر هذه الأطعمة، وتشجيع السياسات الصحية الوقائية، للحدّ من تفشي الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.