منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 آذار 2025، تعرضت حركة “حماس” لعدة ضربات كبيرة تمثلت في اغتيال قيادات بارزة من مختلف المستويات.
وشددت مصادر من الحركة لموقع “الشرق الأوسط” بشرط عدم الكشف عن هويتها، على أن “حماس” قامت بعقد “محاكم ثورية” لبعض المعتقلين من المناطق التي تعرضت لعمليات قصف واغتيالات استهدفت قيادات الحركة وفصائل أخرى. وكشفت المصادر عن تنفيذ عمليات إعدام بحق بعض الأفراد الذين ثبتت تورطهم في تهم الجاسوسية، بينما لا يزال التحقيق جاريًا مع آخرين.
ورغم عدم تحديد عدد الأشخاص الذين تم إعدامهم، أكدت المصادر أن “حماس” تأثرت بشكل كبير بالاغتيالات على الأصعدة السياسية والعسكرية والحكومية، وأنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة منذ تصاعد الهجمات.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية بشكل رئيسي شخصيات بارزة، وكان من أحدث الأهداف الناطق باسم “حماس”، عبد اللطيف القانوع، الذي اغتيل بصاروخ استهدف خيمته داخل مركز إيواء في منطقة أرض حلاوة في جباليا. كما تم استهداف أشرف الغرباوي، أحد قيادات جهاز الاستخبارات في “كتائب القسام”، وكذلك أحمد الكيالي، المسؤول عن تنسيق عمل جهاز الاستخبارات في “القسام” وجهاز الأمن الداخلي لحكومة “حماس” في غزة.
ومنذ استئناف الهجمات، استهدفت إسرائيل عددًا من قيادات المكتب السياسي للحركة، من بينهم محمد الجماصي، ياسر حرب، عصام الدعاليس، صلاح البردويل، إسماعيل برهوم، بالإضافة إلى أحمد شمالي، نائب قائد لواء غزة في “القسام”، وعدد من القيادات الميدانية والشخصيات الحكومية.
وأثارت قدرة إسرائيل على الوصول إلى العديد من الشخصيات في “حماس” تساؤلات حول تحديث معلوماتها الاستخباراتية، خاصة بعد التحديات التي واجهتها في الجولة الأولى من الحرب. ووفقًا لمصادر ميدانية في غزة، فقد استفادت إسرائيل من فترة وقف إطلاق النار التي استمرت 58 يومًا لتحديث بنك أهدافها، مشيرة إلى أن الجهود الاستخباراتية تم تكثيفها باستخدام طائرات تجسس وأنظمة ذكاء اصطناعي، إلى جانب زرع أجهزة تجسس خلال الاقتحامات البرية في القطاع.
كما لفت إلى أن العروض العسكرية التي تضمنتها عمليات تسليم الأسرى كانت تشكل ثغرة استخباراتية، حيث تمكنت إسرائيل من تتبع المقاومين وقيادات الفصائل الفلسطينية، مشيرة إلى استهداف العديد من المركبات التي شاركت في هذه العروض.
ورغم التحذيرات الأمنية, قالت المصادر أن الظروف في قطاع غزة وغياب المخابئ الآمنة كانت من العوامل التي حالت دون نجاح التحذيرات في منع عمليات الاغتيال، حيث تم استهداف قيادات “حماس” داخل خيام مؤقتة أو شقق سكنية مؤجرة.