كشف مصدر في الكرملين أن موسكو تعتزم الدفع باتجاه إدخال تعديلات أساسية على خطة السلام الأميركية المقترحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا سيما ما يتعلق بفرض قيود إضافية على القدرات العسكرية لكييف. وأوضح المصدر، في تصريحات نقلتها وكالة «بلومبيرغ»، أن روسيا تنظر إلى الخطة المؤلفة من 20 بنداً، والتي أُعدّت بالتنسيق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، كنقطة انطلاق لمفاوضات لاحقة، معتبراً أنها تفتقر إلى بنود تراها موسكو جوهرية ولا تجيب عن عدد من القضايا العالقة.
وأشار إلى أن الوثيقة الحالية تبدو أقرب إلى «خطة أوكرانية تقليدية»، مؤكداً في الوقت نفسه أن موسكو ستتعامل معها بواقعية وتدرسها بعقلانية.
وبحسب المصدر، تتمحور المطالب الروسية حول الحصول على ضمانات تحول دون أي توسع مستقبلي لحلف شمال الأطلسي شرقاً، وتكريس حياد أوكرانيا حتى في حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. كما تطالب موسكو بفرض قيود على حجم الجيش الأوكراني وتسليحه بعد انتهاء الحرب، إلى جانب ضمانات تتعلق بوضع اللغة الروسية داخل أوكرانيا.
وتشمل المطالب أيضاً توضيحات بشأن رفع العقوبات الغربية، ومصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمّدة في الغرب. كذلك، تسعى روسيا إلى تخلي أوكرانيا عن أجزاء من شرق إقليم دونيتسك، وهو ما ترفضه كييف خشية أن يؤدي ذلك إلى تعريضها لهجوم روسي جديد.
في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خلافات لا تزال قائمة بين كييف وواشنطن، لا سيما في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، لكنه أبدى تفاؤله بإحراز تقدم، مشيراً إلى أن المفاوضات باتت قريبة من وضع الصيغة النهائية للوثائق.
وأوضح زيلينسكي أن بلاده تحاول إقناع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب باقتراح يقضي بوقف الحرب عند خطوط التماس الحالية، لافتاً إلى أن روسيا تلمّح إلى إمكانية سحب قواتها من مناطق دنيبروبيتروفسك وميكولايف وسومي وخاركيف، مقابل مطالبتها بانسحاب أوكرانيا من مناطق لا تزال تسيطر عليها في دونيتسك.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقترح تصنيف تلك المناطق كمنطقة منزوعة السلاح، مشدداً على أن التخلي عن أي أراضٍ سيكون مسألة بالغة الصعوبة على الحكومة الأوكرانية، كونه يتعارض مع القوانين السارية ويتطلب إجراء استفتاء.
وفي سياق أي تسوية محتملة، تعهّد زيلينسكي بإجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ فور توقيعه وتحت رقابة وسطاء دوليين. كما أكد أن أوكرانيا ستحتفظ بجيش قوامه نحو 800 ألف جندي في زمن السلم، وأن أي خرق روسي للهدنة سيقابَل بضمانات أمنية أميركية.
وأشار إلى دعم أميركي لتحديد مسار واضح لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتأمين تمويل ضخم لإعادة الإعمار بعد الحرب، إضافة إلى التوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا لضمان سلامة التجارة النهرية والبحرية، لافتاً إلى أن توقيت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال قيد النقاش مع واشنطن من دون تأكيد رسمي من الجانب الأوروبي.