في معرض “ويسترن أستراليا” الفني، يقدم للزوار تجربة استثنائية للاستماع إلى سيمفونيات غريبة مستوحاة من “دماغ مصغر”، وهي من تأليف الموسيقي الأميركي الأسطوري ألفين لوسييه. لوسييه، الذي كان من رواد الموسيقى الطليعية وتوفي في عام 2021، يعود مجددًا في هذا العمل من خلال فريق مكون من علماء الأعصاب والفنانين، الذين قاموا بإحياء إرثه الموسيقي في محاولة لاكتشاف حدود الإبداع والحياة والوعي.
أُطلق على هذا المشروع اسم “Revivification”، حيث يعتبر “الدماغ المصغر” جزءًا أساسيًا في عمل العلماء. هذه العضية الدماغية هي بنية مجهرية تحاكي وظائف الدماغ البشري، وقد تم تشكيلها باستخدام خلايا جذعية تم إعادة برمجتها واستخلاصها من دم لوسييه الذي تبرع به قبل وفاته.
العرض الفني هنا هو مزيج من الصوت والصورة، حيث يعتمد على 20 صفيحة نحاسية كبيرة بارزة من الجدران على شكل أطباق أقمار صناعية. خلف كل صفيحة، يوجد محول صوتي (يشبه مكبر الصوت) ومطرقة ميكانيكية تستجيب للإشارات العصبية التي يصدرها “الدماغ المصغر”. النتيجة هي خلق جو صوتي فريد يشبه موسيقى غريبة.
تم وضع العضيات الدماغية المستخلصة من لوسييه على شبكة دقيقة تحتوي على 64 قطبًا كهربائيًا، تم تصميمها من قبل مهندس ألماني متخصص في الهندسة الحيوية. هذه الشبكة قادرة على تسجيل الإشارات العصبية من عدة طبقات في نفس الوقت، تمامًا كما يحدث في الدماغ البشري. بعد ذلك، استخدم الفنان والمهندس مات جينجولد منصة رقمية مفتوحة المصدر لتحويل هذه الأنشطة العصبية إلى أصوات، ليبدأ “الدماغ الاصطناعي” في عزف الموسيقى بشكل حي، وكأنها تفاعل حقيقي من مؤلف موسيقي مع محيطه.
يطرح هذا العمل العديد من التساؤلات الفلسفية والأخلاقية حول العلاقة بين التكنولوجيا والإبداع البشري.