كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «Frontiers in Psychology» المتخصصة في أبحاث النفس، أن أفضل وقت لإجراء الاختبارات والأنشطة الذهنية الكبرى هو فترة منتصف النهار، حيث يبلغ الأداء المعرفي ذروته.
الدراسة التي حللت نتائج أكثر من 100 ألف اختبار شفهي في جامعة إيطالية، أظهرت أن معدلات النجاح ترتفع بشكل واضح بين الساعة 11 صباحاً والواحدة ظهراً، بغضّ النظر عن النمط الزمني للطلاب. أما الاختبارات التي جرت في وقت أبكر أو متأخر من هذا النطاق، فقد سجّلت معدلات نجاح أقل بشكل ملحوظ.
ويفسّر الباحثون ذلك بأن الأداء الإدراكي يتحسّن تدريجياً خلال ساعات الصباح قبل أن يبدأ بالتراجع في فترة ما بعد الظهر، حيث تنخفض مستويات الطاقة وتتصاعد مشاعر التوتر مع اقتراب موعد الامتحان. كما أن إرهاق المقيمين أنفسهم –سواء أساتذة أو مشرفين– يسهم في خفض معدلات النجاح مع مرور ساعات اليوم.
وتتوافق هذه النتائج مع أبحاث مشابهة في مجالات أخرى، إذ أظهرت دراسة سابقة أن القضاة الذين ينظرون في قضايا الإفراج المشروط صباحاً يصدرون قرارات إيجابية أكثر بكثير مما يفعلونه في ساعات لاحقة من النهار، وهو ما يعكس تأثير الاستنزاف الذهني على اتخاذ القرار.
ويخلص الباحثون إلى أن ذروة النجاح نحو منتصف النهار تعكس توازناً مثالياً بين نشاط الدماغ البشري وتراجع التعب الذهني، سواء بالنسبة للطالب أو للمقيّم. وبالتالي، فإن اختيار توقيت الامتحان أو الاجتماع أو حتى مقابلة العمل قد يشكّل فارقاً حاسماً بين النجاح والفشل.