أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المتحور الجديد لفيروس كورونا، المعروف بـ NB.1.8.1، والذي ينتشر بشكل واسع في مناطق عديدة خاصة في آسيا، لم يُرصد بشكل كبير في ألمانيا حتى الآن.
تم اكتشاف هذا المتحور لأول مرة في يناير الماضي، وصنفته المنظمة كمتحور “تحت المراقبة”. وأشار معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض إلى أن أول حالة تم تسجيلها في ألمانيا كانت في نهاية مارس، إلا أن انتشار المتحور لا يزال محدوداً حتى الآن.
في تقريره الأسبوعي المنتهي في الثامن من يونيو، سجل المعهد 698 إصابة جديدة بكوفيد بزيادة طفيفة، لكنه أكد أن الأعداد لا تشير إلى ارتفاع ملحوظ نظراً لانخفاض عدد التسلسلات الجينية المأخوذة للحالات.
وقال ريتشارد نيهر، عالم الفيزياء الحيوية بجامعة بازل، إن انتشار هذا المتحور في ألمانيا يعتمد على تطور المتحورات الأخرى، متوقعاً أن NB.1.8.1 قد يصبح السلالة السائدة، لكنه يتوقع أن يكون تأثيره محدوداً نسبياً.
ورصدت مراقبة مياه الصرف الصحي زيادة طفيفة في مستويات الفيروس خلال الأسابيع الأربعة الماضية، لكنها لا تزال منخفضة. وأضاف نيهر أن المتحور NB.1.8.1 يتفرع من السلالة السائدة في شرق آسيا XDV.1.5، حيث أصبح هذا المتحور السائد في الصين بحلول نهاية مايو، مع زيادة في سرعة انتشاره مقارنة بالمتحورات الأخرى، ما يعني قابليته العالية للانتقال.
أما في بريطانيا، فقد أبلغ العلماء عن احتمال تسبب المتحور الجديد في موجة إصابات جديدة خلال الصيف. وأظهرت بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية ارتفاع نسبة الإصابات إلى أعلى مستوياتها هذا العام، بزيادة 97% مقارنة بمستوى مارس.
كشفت البيانات أيضاً عن اكتشاف 13 حالة لمتحور “نيمبوس” (NB.1.8.1) في إنجلترا حتى الآن، مع إرسال 25 عينة إلى قواعد بيانات دولية منذ نهاية مارس. ومن المحتمل أن تكون الأعداد أكبر نظراً لانخفاض حجم الفحوص مقارنة بفترات الذروة السابقة.
ولا تزال الإصابة بكوفيد تشكل خطراً على الفئات الأكثر عرضة، حيث تسبب الفيروس في وفاة أكثر من 300 شخص في إنجلترا خلال مايو الماضي.
يشكل متحور نيمبوس الآن 10.7% من إصابات كوفيد عالمياً، مقارنة بنسبة 2.5% قبل شهر فقط. وأعلنت الأمم المتحدة تصنيفه كمتحور “تحت المراقبة”، مما يعني متابعة دقيقة تحسباً لاحتمالية تصنيفه لاحقاً كمتحور يثير القلق.
وحذر الخبراء من أن اللقاحات الحالية، التي تم تعديلها لمواجهة متحورات أوميكرون، قد لا تكون فعالة ضد متحور نيمبوس. ولم تختلف أعراضه بشكل كبير عن سلالات كوفيد الأخرى، وتشمل التعب، الحمى، ألم العضلات، والتهاب الحلق.
وأظهرت بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية أن 6.1% من الأشخاص الذين خضعوا للفحص حتى الأول من يونيو كانوا إيجابيين، وهو أعلى معدل في 2025 حتى الآن، مع زيادة 7% عن الأسبوع السابق وارتفاع 97% مقارنة ببداية مارس.
وحذر العلماء من أن متحور نيمبوس قد يتسبب في زيادة حادة في الإصابات خلال أسابيع قليلة، ودعوا الفئات الضعيفة إلى تلقي اللقاحات، مشيرين إلى أن المناعة المكتسبة من الإصابات السابقة واللقاحات القديمة قد تراجعت، مما يزيد من قابلية الإصابة.