من حي البرونكس إلى واجهة NBA: طلاب مدرسة حكومية يحوّلون مشروعًا دراسيًا إلى علامة أزياء تعرض في مانهاتن
في قصة ملهمة تعكس قوة الإبداع والإصرار، تمكّن عدد من طلاب مدرسة حكومية في حي البرونكس بنيويورك من تحويل فكرة دراسية إلى مشروع ريادي حقيقي، بلغ ذروته بعرض منتجاتهم في المتجر الرسمي للدوري الأميركي لكرة السلة (NBA Store) الواقع على الجادة الخامسة الراقية في مانهاتن.
البداية كانت مع مبادرة أطلقها المخرج والكاتب دان كلوريس، مؤسس مدرسة Earl Monroe New Renaissance Basketball School، الذي ابتكر منهجاً تعليمياً عملياً لكسر روتين التعليم التقليدي. هدف البرنامج هو تعليم ريادة الأعمال من خلال تأسيس شركة حقيقية يديرها الطلاب بأنفسهم.
من الأحياء الصعبة إلى منصة النجاح
انطلقت الفكرة من قلب بيئة تعاني من تحديات الفقر والعنف، حيث اجتمع 15 طالباً لتأسيس علامة أزياء شبابية حملت اسم EVNTLLY (Eventually). الاسم اختاره الطالب غاري ويليامز، الذي تولى لاحقاً منصب الرئيس التنفيذي للمشروع.
اختار الفريق اللون البرتقالي كلون رئيسي في تصاميمهم، تعبيراً عن إدراكهم لأثر العنف المسلح الذي طال أقارب وأصدقاء لهم. حوّلوا الصفوف الدراسية إلى قاعات اجتماعات، وغرفة صغيرة في الصالة الرياضية إلى مستودع للمنتجات.
لكن الطريق لم يكن سهلاً، فقد واجهوا تحديات حقيقية: من فشل العروض التقديمية الأولى، إلى الخلافات الداخلية، وصولاً إلى صدمة التكاليف المرتفعة لإنتاج الملابس في الصين، والتي كادت توقف المشروع، حتى صرخ أحدهم قائلاً: “سنغرق في الديون إلى الأبد!”
الدعم الخارجي أحدث الفرق
ساهمت شبكة علاقات كلوريس في قلب المعادلة، حيث فتح لهم أبواب التواصل مع شخصيات بارزة، مثل آدم سيلفر مفوض دوري الـNBA، ومسؤولين في شركات كبرى، منها Centric Brands، التي أعجبت بأفكارهم وساعدتهم في التصنيع والتسويق.
تغيير داخلي… قبل أن يكون تجارياً
بالنسبة لـجوردي سانتوس، نائب الرئيس، كانت التجربة بمثابة تحول شخصي عميق. فبينما التحق بالمشروع أملاً في “بيتزا مجانية”، وجد نفسه يخوض رحلة تطوير ذاتي بعدما عاش طفولة صعبة فقد فيها عمه في حادث إطلاق نار، ونشأ دون أب. تعلم كيف يتحدث أمام الجمهور ويقود فريقه بثقة، بعدما كان يهاب الظهور العلني.
يوم الحسم في نيويورك
في يونيو الماضي، قدّم الفريق عرضاً أمام مسؤولي شركة Fanatics العملاقة في برج “هودسن سكوير”. بدأ الطالب كايان شاند بالحديث عن كيف غيّرهم المشروع، ثم تبعه جوردي قائلاً: “هذا هو السبب في تأسيس شركتنا.”
العرض الحماسي والعينات المعروضة أقنعت الشركة، وكانت النتيجة: تخصيص ركن لعلامتهم EVNTLLY ضمن قسم المصممين الناشئين في متجر الـNBA الشهير.
من حلم مدرسي إلى قصة إلهام
لم تكن التجربة مجرد مشروع مدرسي، بل تحوّلت إلى قصة عن الإصرار، والقدرة على التغيير رغم التحديات. وقال جوردي قبل مغادرتهم القاعة:
“كنت خجولاً جداً. لكن الآن وجدت صوتي. أدركت أنني أملك ما يلزم لأحقق النجاح.”
هكذا أثبت هؤلاء الشباب من البرونكس أن التعليم حين يلتقي بالإبداع والدعم المناسب، يمكن أن يولّد قصص نجاح تُلهم جيلاً كاملاً.