فيكتور أوسيمين بدأ حياته كبائع صحف في لاغوس

بدأ فيكتور أوسيمين حياته في شوارع لاغوس المزدحمة، يبيع الصحف وقوارير المياه وسط الزحام وروائح مكبات النفايات، بحثاً عن مساعدة أسرته على البقاء. اليوم، يتصدر اسمه عناوين الصحف كأحد أبرز المهاجمين في كرة القدم الإفريقية، متألقاً مع منتخب نيجيريا ونادي غلطة سراي التركي.

تتجه الأنظار إلى المهاجم المقنّع مع استعداد منتخب نيجيريا لخوض منافسات الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث يواجه تنزانيا وتونس وأوغندا ضمن المجموعة الثالثة. ويراهن الجهاز الفني على أوسيمين لقيادة «النسور الممتازة» نحو لقب قاري رابع، هو الأول منذ عام 2013، وسط إشادة كبيرة بقدراته، إذ وصفه مدرب المنتخب إريك شيل بأنه «أعظم مهاجم في العالم».

وتزخر نيجيريا بخيارات هجومية مميزة، من بينها أديمولا لوكمان نجم أتالانتا الإيطالي، المتوج بجائزة أفضل لاعب إفريقي العام الماضي، ما يفتح الباب أمام ثنائي هجومي قادر على صنع الفارق في البطولة.

قصة أوسيمين تعكس مساراً شائعاً في كرة القدم الإفريقية، حيث الانتقال من الفقر إلى المجد بعد تجاوز تحديات قاسية. اللاعب استعاد تفاصيل طفولته الصعبة عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن أولى ذكرياته في العاصمة التجارية لنيجيريا كانت مرتبطة بالعمل في الشوارع لتأمين قوت العائلة. ويستعد أوسيمين للاحتفال بعيد ميلاده السابع والعشرين في 29 ديسمبر الحالي، قبل يوم واحد من مواجهة نيجيريا المرتقبة أمام أوغندا.

مسيرته لم تكن مفروشة بالنجاح منذ البداية، إذ فشل في إقناع مدرب منتخب نيجيريا تحت 17 عاماً إيمانويل أمونيكي في البداية، وتم استبعاده قبل كأس العالم 2015. غير أن تدخل المدربين المساعدين منحه فرصة ثانية، استغلها بأفضل شكل ممكن، مسجلاً عشرة أهداف في سبع مباريات، وقاد منتخب بلاده للتتويج باللقب في تشيلي.

لم ينسَ أوسيمين هذا التحول المفصلي في مسيرته، فوجه شكره العلني لأمونيكي خلال تتويجه بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الرباط، مؤكداً أن تلك الفرصة كانت نقطة الانطلاق الحقيقية نحو العالمية.

بعد تألقه في تشيلي، انتقل إلى أوروبا، لكن تجربته الأولى مع فولفسبورغ الألماني لم تكن ناجحة، حيث عجز عن التسجيل في 14 مباراة، قبل أن يستعيد بريقه مع شارلروا البلجيكي، ثم يواصل تطوره في ليل الفرنسي. وفي عام 2020، تعاقد نابولي معه مقابل 70 مليون يورو، ليساهم لاحقاً في إنهاء صيام النادي عن لقب الدوري الإيطالي بعد انتظار دام 30 عاماً.

وعقب خلافات مع نابولي، خاض أوسيمين تجربة جديدة في تركيا مع غلطة سراي، محافظاً على حسه التهديفي، إلى جانب تألقه الدولي، حيث سجل 31 هدفاً في 45 مباراة مع منتخب نيجيريا منذ عام 2017، بينها أهداف حاسمة في تصفيات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم.

ورغم هذا التألق، غاب المنتخب النيجيري عن مونديال العام المقبل بعد خسارة ملحق التأهل أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح، في مباراة اضطر خلالها أوسيمين إلى الخروج مصاباً، ما أثار جدلاً واسعاً بين الجماهير حول تأثير غيابه.

وتعرض المهاجم النيجيري لعدة إصابات في مسيرته، أبرزها كسر في عظم الوجنة وتجويف العين خلال فترة لعبه مع نابولي، ما جعله يظهر في كثير من المباريات مرتدياً قناعاً واقياً، تحول مع الوقت إلى جزء من صورته المميزة داخل الملاعب.

البحث