“توقّع غير المتوقع” بات الشعار الجديد لدار فالنتينو منذ أن تولّى أليساندرو ميكيلي دفتها الإبداعية. فبعيدًا عن مجرد تقديم الأزياء، ينشغل ميكيلي بطرح تساؤلات فلسفية من خلال كل مجموعة، ليفتح حوارًا بين الموضة والحياة. وفي مجموعة فالنتينو ريزورت 2026، يذهب بنا إلى عالم خاص وهادئ، حيث يختار السرير — المغطى بغطاء ساتان حريري بلون الباستيل — كخلفية لعرضه، في خطوة تعكس مزاجًا حالمًا ومليئًا بالتأمل.
تبدو المجموعة كلحظة صمت متأنٍ تسبق النوم، حيث يستعرض المصمم مشاهد الحياة اليومية بهدوء وأناقة فائقة: فتيات يتناولن الفطور، يتصفحن هواتفهن أو يعزفن الموسيقى، وكأن الزمن توقف ليتيح لهن الوجود بكامل أناقتهن.
تفاصيل غنية وأسلوب ماكسيمالي
حافظ ميكيلي على بصمته الفريدة، حيث تفيض المجموعة بتفاصيل أنيقة وصاخبة في آن. كل إطلالة بدت كشخصية من رواية مترفة؛ من الموسيقيات إلى السيدات الأرستقراطيات. رأينا فساتين شيفون مطرزة بالفرو، نقوش البولكا دوت تتناغم مع فيونكات ضخمة، تنانير ضيقة بلون الباستيل مزينة بالريش، سترات دانتيل وبدلات مزدانة بنقوش زهرية لافتة، مع ظهور اللون الأحمر المميز لهوية فالنتينو.
استدعى ميكيلي أجواء السبعينيات والثمانينيات التي ألهمته دومًا، فبرزت القصّات الجريئة، الألوان المبهرة، واللعب بالأحجام. وقد انعكس ذلك في استخدام الدنيم، والتطريز البوهيمي، والكشكش، والجاكيتات المطرزة والمزينة بعناصر فنية دقيقة.
بين الانسيابية والزخرفة
تميّزت المجموعة بتوازن بين الخفة البصرية والزخارف المعقدة. سترات الجوبلان أضافت لمسة عتيقة إلى السترات المخملية المطرزة بالخرز والترتر، فيما تألقت المعاطف بنقوش جلود الحيوانات والفرو، مانحة قطع الملابس الخارجية طابعًا فخمًا لا يُخطئ.
سهرات مترفة من قلب السرير
في انتقال مفاجئ، عرض ميكيلي مجموعة من أزياء السهرات فوق السرير، مما عزز التناقض الدرامي في العرض. فساتين تول حالمة، كابات مرصعة بالترتر، وأخرى بشيفون درابيه وفتحات أنثوية. اللافت كان فستان أحمر بأكمام طويلة وكشكشة جانبية مع شق جريء، وآخر بالأسود والعاجي بتفاصيل شفافة، فضلًا عن فساتين ساتان ملوّنة بأسلوب “تكتلات الألوان”، وأخرى مزخرفة بنقش الفراشات، أو تمزج بين الشيفون والفرو بترف فني لافت.
فالنتينو ريزورت 2026 ليست مجرد مجموعة أزياء، بل تجربة حسية وفكرية تستدعي التأمل، وتؤكد أن الموضة ليست فقط للعرض بل للحياة — حتى وإن كانت من فوق السرير.
