اندلعت اشتباكات عنيفة، الجمعة، بين مقاتلين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في مناطق جنوب قطاع غزة وشرق مدينة غزة، بحسب ما أفاد به شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية، وسط تصعيد ميداني متواصل وعمليات عسكرية مكثفة.
وواصلت القوات الإسرائيلية شن غارات جوية وقصفًا مدفعيًا عنيفًا، تركز في مدينة رفح جنوب القطاع، إضافة إلى الأحياء الشرقية من مدينة غزة، حيث أفاد شهود بأن الانفجارات دوّت في أنحاء متفرقة، وتصاعدت أعمدة الدخان من عدة مواقع استُهدفت بالغارات.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أربعة جنود، بينهم ضابط برتبة نائب قائد سرية، أُصيبوا في حادث ميداني في رفح، وأشارت إلى أن ثلاثة منهم في حالة خطرة، قبل أن يُعلَن لاحقًا عن وفاة الضابط متأثرًا بجروحه بعد إجلائه بمروحية عسكرية.
وبحسب الإذاعة، فقد وقع الحادث خلال تفجير منزل في رفح على يد القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى خروج مسلحين من أحد المخابئ الجانبية وإطلاقهم صاروخًا مضادًا للدروع نحو الجنود.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن قوات اللواء 401 التابعة للفرقة 252 تواصل عملياتها شرق مدينة غزة في حيي الدرج والتفاح، مشيرًا إلى أن طائرة مسيّرة قتلت خلية فلسطينية أطلقت صاروخًا مضادًا للدروع من داخل مبنى، وفق تعبيره، مضيفًا أن القوات دمّرت منصات إطلاق صواريخ كانت موجهة نحو إسرائيل.
وأكد أدرعي أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في قطاع غزة ضد ما وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية”، مشددًا على مواصلة حماية المواطنين الإسرائيليين.
في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، أن مقاتلي الحركة يواصلون تنفيذ كمائن دقيقة ويتربصون بالقوات الإسرائيلية “لإيقاعها في كمائن قاتلة”، مؤكداً أن المقاتلين “منتشرون من بيت حانون حتى رفح، ويمثلون معجزة عسكرية”، على حد وصفه، ومبايعون على “الثبات حتى النصر أو الشهادة”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تعثر مفاوضات التهدئة وغياب أي اختراق في محادثات وقف إطلاق النار، فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تقول إنها تستهدف بنى تحتية لفصائل فلسطينية، في وقت تحذر فيه منظمات إنسانية من انهيار النظام الصحي وتفاقم الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.