في ظل موجة حرّ غير مسبوقة، أعلنت السلطات الإيرانية إغلاق المباني العامة والبنوك في طهران وعدد من المحافظات يوم الأربعاء، في محاولة لتخفيف الضغط عن شبكتي المياه والكهرباء المنهكتين.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن القرار جاء على وقع تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية التي وضعت 9 محافظات في حالة “تأهب برتقالية”، وسط توقعات ببلوغ درجات الحرارة 50 درجة مئوية، وارتفاعها إلى 52 مئوية في بعض مناطق الجنوب، خصوصًا في محافظة الأحواز، حيث سُجلت مدينة عبادان كإحدى أكثر مدن العالم حرارة خلال هذه الموجة.
وقال محافظ طهران، محمد صادق معتمديان، إن القرار جاء نتيجة الحاجة الملحّة إلى ترشيد استهلاك الطاقة، مضيفًا أن بعض المنشآت الطبية والشركات الخاصة ستستمر في العمل، إلى جانب فروع محددة للبنوك.
وتُعد هذه الخطوة الثانية من نوعها هذا الصيف، إذ أغلقت السلطات مؤسساتها سابقًا للهدف نفسه. وتعاني البلاد حاليًا من أزمة طاقة خانقة، حيث تنتج نحو 62 ألف ميغاواط، بينما يتطلب الاستهلاك اليومي 80 ألفًا، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للكهرباء تصل إلى ساعتين كل يومين، وقد تمتد إلى 4 ساعات قريبًا.
من جهة أخرى، أدى تراجع مخزون المياه في خزانات السدود إلى أدنى مستوياته منذ قرن، ما دفع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى التحذير من “نقص حاد في المياه” بحلول سبتمبر المقبل، إذا لم يتم تقنين الاستهلاك.
وأثّرت الأزمة أيضًا على القطاع الصناعي، إذ أدّت الانقطاعات المتكررة إلى تراجع الإنتاج، خاصة في صناعات الحديد والصلب، لمستويات غير مسبوقة منذ جائحة “كوفيد-19”.
يُشار إلى أن طهران تواجه منذ سنوات تحديات بيئية متراكمة، أبرزها الجفاف وهبوط منسوب المياه الجوفية، وسط انتقادات لسياسات حكومية مثل بناء مصانع في مناطق جافة، وتحويل مجاري الأنهار بين المحافظات. ويحذر الخبراء من أن استمرار هذه السياسات قد يضع البلاد على حافة “الإفلاس المائي”.