في ظل التسريبات التي تناولتها وسائل الإعلام الأميركية مؤخرًا حول خطة أعدتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أكدت موسكو أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تعالج جذور الصراع بين البلدين.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الخميس، إن أي خطة لإحلال السلام في أوكرانيا يجب أن تعالج الأسباب الأساسية للنزاع، موضحًا أن الاتصالات مع الولايات المتحدة قائمة، لكنها لا تتضمن مفاوضات رسمية حول هذه الخطة. وأضاف: “لا يمكن إضافة أي جديد بشأن حوار موسكو وواشنطن حول التسوية عما تم مناقشته خلال قمة ألاسكا”.
كما امتنع بيسكوف عن الكشف عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اطلع على تفاصيل خطة السلام التي تناولتها تقارير أميركية متعددة.
تنازلات صعبة لتحقيق السلام
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وصف الخطة بأنها “تبادل لأفكار جدية وواقعية، وليس إملاءً من الولايات المتحدة”، مؤكدًا أن تحقيق سلام دائم سيتطلب تنازلات صعبة من الطرفين. وأضاف في منشور على “إكس”: “نواصل تطوير قائمة أفكار لإنهاء الحرب بناءً على معطيات من كلا الطرفين”.
خطة الـ28 نقطة
كشفت مصادر أميركية أن الخطة تضمنت 28 نقطة صاغها روبيو بالتعاون مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، بالتشاور مع كيريل دميترييف المقرب من بوتين. وتشمل المقترحات:
- تسليم أوكرانيا منطقة دونباس بالكامل إلى روسيا، بما فيها الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية حاليًا.
- التخلي عن حلم الانضمام إلى الناتو لعدة سنوات، دون السماح بنشر قوة حفظ سلام دولية داخل البلاد.
ضمانات أمنية
في المقابل، من المتوقع أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، مع تعهد روسي بعدم شن هجمات جديدة على الأراضي الأوكرانية أو الدول الأوروبية الأخرى، على أن تُقنن موسكو هذا الالتزام في تشريعات واضحة.
ردود الفعل الأوروبية
أعرب الحلفاء الأوروبيون عن مفاجأتهم بتفاصيل الخطة، حيث قال وزير الخارجية الألماني إن بلاده لم تُطلع على المقترح، ورأى مسؤولون أوروبيون أن الإطار العام يحتوي على عناصر سبق اعتبارها غير مقبولة.يذكر أن ترامب أعرب أكثر من مرة عن خيبة أمله لعدم نجاح جهوده في إنهاء الحرب منذ فبراير 2022، مؤكدًا أمس أن علاقته مع بوتين لم تؤدِ إلى اتفاق سلام سريع، رغم وعده خلال حملته الانتخابية 2024 بالتوصل إلى اتفاق خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض.