شهدت بلدة صغيرة في إحدى المناطق الريفية بمقاطعة إنجلترا، بريطانيا، مفاجأة غير متوقعة بعد اكتشاف تبرع بقيمة 1.4 مليون جنيه إسترليني (1.8 مليون دولار) للأعمال الخيرية، وذلك عقب وفاة سيدة مسنة كانت تقيم في دار للرعاية. ولم يكن أحد يتصور أنها تمتلك أي أموال، حتى إنها دُفنت في قبر غير معروف من دون وجود أقارب لتوديعها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة Metro البريطانية، فإن السيدة هيلدا ليفي، التي توفيت عام 2022 عن عمر ناهز 98 عامًا في دار للمسنين ببلدة وايتستابل الساحلية جنوب شرق إنجلترا، لم تتزوج أو تنجب أطفالًا، ولم يكن لديها أقارب لرعايتها. لكن المفاجأة الكبرى كانت في تركها وصية تبرعت بموجبها بثروتها البالغة 1.4 مليون جنيه إسترليني لصالح المجتمع المحلي.
وأوضحت الصحيفة أن ليفي كانت شخصية غامضة، إذ لم يكن يُعرف الكثير عن حياتها. فقد عاشت في منزل صغير بالمدينة الساحلية بعد أن أقامت لفترة في شقة مستأجرة في لندن. وعندما تم فتح وصيتها، صُدم سكان البلدة بمعرفة أن أموالها ستُستخدم لدعم المشاريع الخيرية في المنطقة.
كانت الوصية قد كُتبت عام 1982 وتم التصديق عليها من قبل محامي البلدة في ذلك الوقت، إي إيه بارتون. وبموجبها، تم توزيع الأموال على عدد من الجمعيات الخيرية، حيث تلقت رابطة أصدقاء مستشفى كنت وكانتربري مبلغ 500 ألف جنيه إسترليني، بينما حصلت منظمة Age UK، التي تقدم الرعاية لكبار السن في بريطانيا، على نفس المبلغ. كما تم تخصيص 200 ألف جنيه إسترليني لكل من مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن وجمعية أصدقاء وايتستابل للرعاية الصحية.
وعبّرت كارول موت، إحدى جارات ليفي، عن دهشتها قائلة: “لم نكن لنتخيل أبدًا أنها كانت ثرية، ولكن من الرائع أن نعرف أن أموالها ستُستخدم في قضايا خيرية”.
من جهتها، علّقت لويز كولمان، رئيسة رابطة أصدقاء مستشفى كنت وكانتربري، بقولها: “هذا أكبر تبرع تلقيناه في تاريخنا الممتد 70 عامًا، وهو مبلغ ضخم سيساعدنا كثيرًا”.
كما رحبت جمعية أصدقاء وايتستابل للرعاية الصحية بهذا التبرع، مشيرة إلى أنها ستستخدمه لشراء جهاز أشعة سينية جديد للمركز الطبي. وقالت رئيسة الجمعية جورجينا بيكر: “لا نعرف الكثير عن الآنسة ليفي، لكن كرمها سيساهم بشكل كبير في تحسين الرعاية الصحية للمرضى. نحن ممتنون جدًا لهذه الهبة السخية”.